(١) يعنى سليمان عليه السلام، قال ذلك لرسول بلقيس ملكة سبأ باليمن وقد بعثت إليه بهدية. (٢) روى الطبرى أنه لما فتحت جلولاء- من بلاد الفرس سنة ١٦ هـ- بعث سعد بن أبى وقاص بأخماس الغنائم مع قضاعى بن عمرو الدؤلى، وبعث بالسبى مع أبى مفرز الأسود، وبعث الحساب مع زياد- وكان زياد الذى يكتب للناس ويدونهم- فلما قدموا على عمر كلم زياد عمر فيما جاء له ووصف له، فقال عمر: هل تستطيع أن تقوم فى الناس بمثل الذى كلمتنى به؟ فقال: والله ما على الأرض شخص أهيب فى صدرى منك، فكيف لا أقوى على هذا من غيرك؟ فقام فى الناس بما أصابوا وبما صنعوا وبما يستأذنون فيه من الانسياح فى البلاد، فقال عمر: هذا الخطيب المصقع! فقال: إن جندنا أطلقوا بالفعال لساننا- انظر تاريخ الطبرى ٤: ١٨٢. وفى رواية ابن أبى الحديد أن عمر بعث زيادا فى إصلاح فساد واقع باليمن، فلما رجع من وجهه خطب- وهو حدث- عند عمر خطبة لم يسمع مثلها، وأبو سفيان حاضر وعلى عليه السلام وعمرو بن العاص، فقال عمرو: لله أبو هذا الغلام، لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه، فقال أبو سفيان: أما والله إنه لقرشى، ولو عرفت أباه لعرفت أنه من خير أهلك، فقال: ومن أبوه؟ قال: أنا والله وضعته فى رحم أمه، فقال على: فما يمنعك من استلحاقه؟ قال أخاف هذا العير الحالس أن يخرق على إهابى- انظر شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٦٧ وم ١: ص ٥٨، والعقد الفريد ٣: ٣ - وشالت نعامتهم: إذا ماتوا وتفرقوا.