للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣١٠ - كتاب أهل المدينة إلى أهل مصر]

وروى ابن قتيبة فى الإمامة والسياسة أنه جاء أهل مصر كتاب من المدينة صورته:

«بسم الله الرحمن الرحيم. من المهاجرين الأولين، وبقية الشّورى إلى من بمصر من الصحابة والتابعين:

أما بعد: أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها، فإن كتاب الله قد بدّل، وسنّة رسوله قد غيّرت، وأحكام الخليفتين قد بدّلت، فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله والتابعين بإحسان إلّا أقبل إلينا، وأخذ الحق لنا وأعطاناه، فأقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وأقيموا الحقّ على المنهاج الواضح الذى فارقتم عليه نبيّكم وفارقكم عليه الخلفاء، غلبنا على حقنا، واستولى على فيئنا، وحيل بيننا وبين أمرنا، وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوّة ورحمة، وهى اليوم ملك عضوض (١)، من غلب على شئ «أكله».

(الإمامة والسياسة ١: ٢٩)

[٣١١ - كتاب مفتعل على عثمان]

وتكاتب أهل الأمصار المتحرفون عن عثمان، وتواعدوا جميعا أن يخرجوا فى شوّال (سنة ٣٥ هـ) مظهرين الحجّ، فخرجت جموعهم من البصرة والكوفة ومصر ونزلوا فى ضواحى المدينة، وعلم بأمرهم عثمان، فبعث إلى علىّ كرم الله وجهه وسأله أن يخرج إليهم، ويضمن لهم عنه كل ما يريدون من العدل، وحسن السيرة، فركب إليهم،


(١) ملك عضوض. أى شديد فيه عسف وعنف، وفى الحديث «ثم يكون ملك عضوض» أى يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا، وفى الأصل «عضود» بالدال، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>