للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك، وقد بعثت إليك قوما حناقا عليك، يستسقون (١) دمك، ويتقربون إلى الله بجهادك، وقد أعطوا الله عهدا ليمثّلنّ بك، ولو لم يكن منهم (٢) إليك ما عدا قتلك، ما حذّرتك ولا أنذرتك، ولأحببت أن يقتلوك بظلمك وقطيعتك وعدوك على عثمان، يوم يطعن بمشاقصك (٣) بين خششائه وأوداجه، ولكن أكره أن أمثّل بقرشىّ، ولن يسلّمك الله من القصاص أبدا أينما كنت، والسلام»:

(تاريخ الطبرى ٦: ٥٨، والنجوم الزاهرة ١: ١٠٩، وشرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٣٢)

٥١٢ - كتاب محمد بن أبى بكر إلى علىّ

فطوى محمد بن أبى بكر كتابيهما، وبعث بهما إلى علىّ، وكتب معهما:

«أما بعد يا أمير المؤمنين: فإن ابن العاص نزل أدانى أرض مصر، واجتمع إليه من أهل البلد من كان يرى رأيهم، وقد جاء فى جيش لجب (٤) جرّار (٥)، وقد رأيت ممن قبلى بعض الفشل، فإن كان لك فى أرض مصر حاجة، فأمدّنى بالرجال والأموال، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

(تاريخ الطبرى ٦: ٥٨، وشرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٣٢)


(١) وفى ابن أبى الحديد «يسفكون».
(٢) وفى ابن أبى الحديد: «ولو لم يكن منهم إليك ما قالوا لقتلك الله بأيديهم أو بأيدى غيرهم من أوليائه، وأنا أحذرك وأنذرك فإن الله مقيد منك ومقتص لوليه وخليفته، بظلمك له وبغيك عليه، ووقيعتك فيه، وعدوانك يوم الدار عليه، تطعن بمشاقصك فيما بين أحشائه وأوداجه، ومع هذا فإنى أكره قتلك، ولا أحب أن أتولى ذلك منك، ولن يسلمك الله من النقمة أين كنت أبدا، فتنح وانج بنفسك والسلام».
(٣) المشاقص: جمع مشقص كمنبر: وهو نصل عريض أو سهم فيه ذلك، والخششاء: العظم الدقيق العارى من الشعر الناتئ خلف الأذن، والأوداج: جمع ودج بالتحريك: وهو عرق فى العنق.
(٤) جيش لجب: ذو لجب، واللجب بالتحريك: الجلبة والصياح.
(٥) وفى الطبرى «خراب» بضم الخاء وتشديد الراء، وهو تحريف، والخراب: جمع خارب:
وهو اللص.

<<  <  ج: ص:  >  >>