للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٠ - كتاب علىّ إلى سهل بن حنيف

وكتب علىّ عليه السلام إلى سهل بن حنيف الأنصارى عامله على المدينة، وقد لحق قوم من أهلها بمعاوية:

«أما بعد، فقد بلغنى أن رجالا ممن قبلك يتسلّلون (١) إلى معاوية، فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم، ويذهب عنك من مددهم، فكفى لهم غيّا ولك منهم شافيا فرارهم من الهدى والحق، وإيضاعهم (٢) إلى العمى والجهل، وإنما هم أهل دنيا مقبلون عليها، ومهطعون (٣) إليها، وقد عرفوا العدل ورأوه، وسمعوه ووعوه، وعلموا أن الناس عندنا فى الحق أسوة، فهربوا إلى الأثرة (٤)، فبعدا لهم وسحقا، إنهم والله لم ينفروا (٥) من جور، ولم يلحقوا بعدل، وإنا لنطمع فى هذا الأمر أن يذلّل الله لنا صعبه، ويسهّل لنا حزنه، إن شاء الله، والسلام».

(نهج البلاغة ٢: ٩٥)

٥٥١ - كتاب علىّ إلى المنذر بن الجارود العبدى

وكتب علىّ عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العبدىّ، وقد كان استعمله على بعض النواحى فخان الأمانة:

«أما بعد: فإن صلاح أبيك (٦) غرّنى منك، وظننت أنك تتّبع هديه، وتسلك


(١) أى يخرجون فى خفية واستتار
(٢) وضع البعير وأوضع: أسرع فى سيره، والعمى: الضلال.
(٣) أهطع: أسرع، ووعاه: حفظه.
(٤) استأثر على أصحابه استئثارا: اختار لنفسه أشياء حسنة، والاسم منه الأثرة بالتحريك والأثرة بالضم وبالكسر وكالحسنى، والسحق: البعد.
(٥) وفى رواية «لم يفروا» والحزن: ما غلظ من الأرض، ضد السهل.
(٦) هو الجارود بشر بن خنيس بن المعلى، وبيتهم بيت الشرف فى عبد القيس، كان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه، وكان قد وقد مع المنذر بن ساوى فى جماعة من عبد القيس، وكان يقال: أطوع الناس فى قومه الجارود، لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب خطب قومه فقال: «أيها الناس، إن كان محمد قد مات فإن الله حى لا يموت، فاستمسكوا بدينكم، ومن ذهب له فى هذه الفتنة دينار أو درهم أو بقرة أو شاة فعلى مثلاه» فما خالفه من عبد القيس أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>