للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٦ - كتاب ابن الزيات بالعهد للواثق على مكة]

وكتب محمد بن عبد الملك الزيات عهد الواثق على مكة بحضرة المعتصم:

«أما بعد: فإن أمير المؤمنين قلّدك مكة وزمزم، تراث أبيك الأقدم، وجدّك الأكرم، وركضة جبريل، وسقيا إسمعيل، وحفر عبد المطلب، وسقاية العباس (١)، فعليك بتقوى الله تعالى، والتوسعة على أهل بيته».

(زهر الآداب ٣: ٣٥٩)

[٤٧ - كتاب إبراهيم بن العباس إلى الواثق]

ولما توفّى المعتصم، وولى الخلافة بعده ابنه الواثق، كتب إليه إبراهيم (٢) ابن العباس الصّولى يعزّيه بأبيه ويهنئه بالخلافة:

«إن أحقّ الناس بالشكر من جاء به عن الله، وأولاهم بالصبر من كان سلفه رسول الله، وأمير المؤمنين- أعزّه الله- وآباؤه- نصرهم الله- أولو الكتاب الناطق عن الله بالشكر، وعترة رسوله المخصوصون بالصبر، وفى كتاب الله أعظم الشّفاء، وفى رسوله أحسن العزاء:


(١) زمزم: بئر بمكة، ويعنى بأبيه: إسمعيل، وبجده: إبراهيم، عليهما السلام، وكانت هاجر أم إسمعيل أمة لسارة زوج إبراهيم، فوهبتها لإبراهيم فولدت منه إسمعيل فغارت منها سارة وناشدت إبراهيم أن يخرجهما عنها، فأخرجهما إلى أرض مكة، وذلك حيث يقول تعالى حكاية عن إبراهيم:
(رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) فأنبع الله لهما عين زمزم وذلك حيث يقول ابن الزيات (وركضة جبريل) وأسقاهما منها، ثم طمت تلك البئر وما زالت مطمومة إلى زمن عبد المطلب بن هاشم، فأتاه آت وهو نائم بالحجر فأمره بحفرها، فحفرها وأقام سقاية زمزم للحاج، وكانت السقاية فى الجاهلية بيد ابنه أبى طالب ثم سلمها إلى أخيه العباس ابن عبد المطلب.
(٢) هو إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول (ابن عم عمرو بن مسعدة) كان شاعرا مجيدا، وكاتبا بارعا، وهو وأخوه عبد الله من صنائع ذى الرياستين الفضل بن سهل، اتصلا به فرفع منهما، وتنقل إبراهيم فى الأعمال الجليلة والدواوين، فكان إليه ديوان الرسائل فى مدة جماعة من الخلفاء العباسيين، وكان واليا على الأهواز، ومات فى خلافة المتوكل بسر من رأى، وهو يتقلد ديوان الضياع والنفقات سنة ٢٤٣ - انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ١: ٩ والفهرست لابن النديم ص ١٧٦ ومروج الذهب ٢: ٣٨٢ والأغانى ٩: ٢٠ ومعجم الأدباء ١: ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>