للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٦٣ - كتاب آخر]

«أنا أتعمّد فى كتبى إليك ما يخفّ ويسهل عليك، فأمسك عن الكتاب أحيانا بالإبقاء (١)، وأكتب أحيانا لئلّا يتوهّم علىّ الجفاء، فإن يجر الأمر عندك فيها هذا المجرى، وإلّا فالمستعتب قريب، ومتابعة الكتب علىّ سهل ممكن».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٥)

[١٦٤ - كتاب له فى توصية]

«من شكر فقد قضى حقّ النعمة، واستوجب من المنعم الزيادة، وقد شكر فلان ما وعدته فى حاجته، فاستوجب الإنجاز بالشكر، وكلّ ما ناله من مرفق وحظّ فهما واصلان إلىّ دونه، فأحبّ أن تأتى فى أمره ما أنت أهله».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٨٣)

[١٦٥ - كتاب له فى الاعتذار]

«من قبل عذرك فى ترك إجابته فلا قبل الله عذره، ومن حسّن أمرك فى تركك ابتداءه بالكتاب فلا حسّن الله أمره، فإنك الآن بفضل خذقك أردت أن تجفونى بحجّة، وتقصّر فى برّى ببرهان قاطع يقوم عند الجاهل- غيرك- مقام المقبول من الأمر، ولكنه إذا تصفّحه أهل النظر علموا أنه طرف من الحيلة استعملته، وطريق من الغدر سلكته، والله إنّ فى طمعك فىّ أن أقبل إقرارك بالعجز عن إجابتى، لمساومة منك بعقلى، وتشكيك لى فيما تحيط به معرفتى، وتقرّ لى بالجهل من حيث شهدت بالعلم لى، وأبلغ المناقضة ما لم تطل فيه المجاذبة، وما استشهد فيه على المنازع من قوله، وعدل عن التماس الدليل من جهة تبعد بينه وبين صاحبه،


(١) أى بسبب الإبقاء عليك، والإشفاق من الزيادة فى شغلك، لعلمى بكثرة أعمالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>