«أما بعد: فقد جاءنى كتابك، وفهمت ما ذكرت، وأن ليس معى منك أمان، وإنه والله ما منك يطلب الأمان يا معاوية، وإنما يطلب الأمان من الله رب العالمين، وأما قولك فى قتلى: فو الله لو فعلت للقيت الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم خصمك، فما إخاله أفلح ولا أنجح (١) من كان رسول الله خصمه، وأما ما ذكرت من أنى ممن ألّب على عثمان وأجلب، فذلك أمر غبت عنه، ولو حضرته ما نسبت إلىّ شيئا من التأليب عليه، وأيم الله ما أرى أحدا غضب لعثمان غضبى، ولا أعظم أحد قتله إعظامى ولو شهدته لنصرته أو أموت دونه، ولقد قلت وتمنّيت يوم قتل عثمان: ليت الذى قتل عثمان لقينى فقتلنى معه ولا أبقى بعده، وأما قولك لى:
العن قتلة عثمان، فلعثمان ولد خاصة وقرابة هم أحق بلعنهم منى، فإن شاءوا أن يلعنوا فليلعنوا، وإن شاءوا أن يمسكوا فليمسكوا، والسلام».
(الإمامة والسياسة ١: ١٣٠)
[٦٨ - رد عبد الله بن جعفر على معاوية]
وكتب إليه عبد الله بن جعفر:
«أما بعد: فقد جاءنى كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه من أثرتك إياى على من سواى، فإن تفعل فبحظك أصبت، وإن تأب فبنفسك قصّرت، وأما ما ذكرت من جبرك إياى على البيعة ليزيد، فلعمرى لئن أجبرتنى عليها لقد أجبرناك وأباك على الإسلام حتى أدخلنا كما كارهين غير طائعين، والسلام».