إياك، مع العلّة القاطعة عن الحركة، الحائلة بينى وبين الركوب، فالعلّة إن تخلفت مخلّفتى، وإيثار التخفيف يؤخّر مكاتبتى: فأمّا مودّة القلب، وخلوص النية، ونقاء الضمير، والاعتداد بما يجدّده الله لك من نعمة، ويرفعك إليه من درجة، ويبلّغك إياه من رتبة، فعلى ما يكون عليه الأخ الشقيق، وذو المودّة الشفيق، وأرجو أن يكون شاهدى على ذلك من قلبك أعدل الشهود، ووافدى بإعلامك إياه أصدق الوفود، وبحسب ذلك انبساطى إليك فى الحاجة تعرض قبلك، ويعنى بالنجاح منها عندك، وعرضت حاجة ليس تمنعنى قلّتها من كثير الشكر عليها، والاعتداد بما يكون من قضائك إياها، وقد حمّلتها يحيى لتسمعها منه، وتتقدّم بما أحبّ فيها، جاريا على كرم سجيّتك، وعادة تفضّلك إن شاء الله».
(معجم الأدباء ٣: ٦٠)
[٢١٥ - كتابه إلى أخيه عبيد الله بن سليمان]
وكتب إلى أخيه الوزير عبيد الله بن سليمان- وقد سافر ولم يودّعه-: