فلما ورد الكتاب على نصر، قال لخواصّ أصحابه: أمّا صاحبكم فقد أعلمكم أن لا نصر عنده.
(العقد الفريد ٢: ٢٩٧، ومروج الذهب ٢: ٢٠٢، ووفيات الأعيان ٢: ٢٨٢، وتاريخ الطبرى ٩: ٩٢، والإمامة والسياسة ٢: ٩٦، والفخرى ص ١٢٨)
[٥٢٥ - كتاب نصر إلى يزيد بن عمر بن هبيرة]
ولما يئس نصر بن سيّار من إنجاد مروان، كتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يستمدّه، ويسأله النّصرة على عدوه، وضمّن كتابه أبياتا من الشعر وهى:
أبلغ يزيد (وخير القول أصدقه ... وقد تبيّنت أن لا خير فى الكذب)
بأنّ أرض خراسان رأيت بها ... بيضا لو افرخ قد حدّثت بالعجب
فراخ عامين، إلا أنّها كبرت ... لمّا يطرن وقد سربلن بالزّعب (١)
فإن يطرن ولم يحتل لهنّ بها ... يلهبن نيران حرب أيّما لهب
فلم يجبه يزيد، وتشاغل بدفع فتن العراق.
(مروج الذهب ٢: ٢٠٣، وتاريخ الطبرى ٩: ٩٢)
[٥٢٦ - كتب من أبى مسلم إلى قحطبة بن شبيب وكتب بين نصر بن سيار ومروان بن محمد وابن هبيرة]
ومضى أبو مسلم حتى نزل قصر الإمارة بمرو الذى كان ينزله عمّال خراسان، (وذلك لتسع خلون من جمادى الأولى سنة ١٣٠ هـ) وهرب نصر بن سيار عن مرو.
ثم كتب أبو مسلم إلى قحطبة بن شبيب يأمره بقتال تميم بن نصر بن سيار ومن لجأ إليه من أهل خراسان، فزحف إليه، واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل تميم بن نصر فى المعركة، وقتل معه منهم مقتلة عظيمة، واستبيح عسكرهم.
(١) الزغب: صغار الريش، وسربلن: ألبسن وكسين. السربال بالكسر: كل ما لبس، وقد سربله.