للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقه فيها، ذلك أمير المؤمنين فيما يعتدّ به من جليل آلاء الله لديه فيما يخصّه، وجليل فضله عليه فيما وفّقه له، وبالله عون أمير المؤمنين بتبليغه شكره، واستحقاقه مزيده، وإحراز ما هو أرضى وأزكى له عنده.

وكتاب أمير المؤمنين إليك يوم النّحر، اتصرافه من المصلّى، وقد عرّفه الله فى عيده ومخرجه، من السلامة وعمومها، والنّعم وتظاهرها فى نفسه وولده وقوّاده وأوليائه وفى خاصّته وعامّته، أفضل ما لم يزل يعرّفه إياه أمنا (١) كنف به، وعزّا ألبسه، وشكرا وفّق له، ونعما أيّد بها وقمع، وأعلى بها ووضع، فجعل لأولياء دينه وحقّه من العلوّ والكرامة، وعلى أعدائه من الذّلة والحسرة، ما قديما تفضّل بمثله على أمير المؤمنين بما استخلفه عليه واستحفظه فيه، تفضّلا منه وإحسانا، وحياطة وإنعاما، ولله بذلك أرضى شكر، وله أفضل ما قرّب منه وأزلف (٢) عنده.

أحبّ أمير المؤمنين الكتاب بذلك إليك، لتعرفه وتحمد الله عليه، وتنشره فيمن قبلك، فيحمدوا الله ويعتدّوا نعمه عليهم فيه، فإن مع معرفة النعمة شكرها، ومع التوفيق لشكرها حراستها ووجوب مزيدها، وأمير المؤمنين يأمرك بالكتاب إليه بخبرك وخبر من قبلك بما هو متطّلع إليه وإلى معرفته، بهيج بما يرد عليه منه، فتابع- أصلح الله بك- إلى أمير المؤمنين كتبك إن شاء الله».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦٧)

[١١٨ - ومن فصوله]

«المودة تجمنا محبّتها، والصّناعة تؤلّفنا أسبابها، وما بين ذلك من تراخ فى لقاء، أو تخلّف فى مكاتبة، موضوع بيننا، يوجب العذر فيه».

(العقد الفريد ٢: ١٩٢)


(١) فى الأصل «منا» وأراه محرفا.
(٢) أى قرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>