للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠٩ - رد معاوية على علىّ

فكتب إليه معاوية:

«من معاوية بن أبى سفيان إلى علىّ بن أبى طالب:

أما بعد: فقد وقفت على كتابك، وقد أبيت على الفتن إلا تماديا، وإنى لعالم أن الذى يدعوك إلى ذلك مصرعك الذى لا بدّ لك منه، وإن كنت موائلا (١)، فازدد غيّا إلى غيك، فطالما خفّ عقلك، ومنّيت نفسك ما ليس لك، والتويت على من هو خير منك، ثم كانت العاقبة لغيرك، واحتملت الوزر بما أحاط بك من خطيئتك، والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٥٠)

٤١٠ - رد علىّ على معاوية

فكتب علىّ عليه السلام إليه:

«أما بعد: فإن ما أتيت به من ضلالك ليس ببعيد الشّبه مما أتى به أهلك وقومك، الذين حملهم الكفر، وتمنّى الأباطيل على حسد محمد صلى الله عليه وآله حتى صرعوا مصاعهم حيث علمت، لم يمنعوا حريما، ولم يدفعوا عظيما، وأنا صاحبهم فى تلك المواطن، الصّالى (٢) بحربهم، والفالّ لحدّهم، والقاتل لرءوسهم رءوس الضّلالة، والمتبع إن شاء الله خلفهم بسلفهم، فبئس الخلف خلف اتّبع سلفا محلّه ومحطّه النار، والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٥٠)

٤١١ - رد معاوية على علىّ

فكتب إليه معاوية:

«أما بعد: فقد طال فى الغىّ ما استمررت أدراجك (٣)، كما طالما تمادى عن


(١) واءل: طلب النجاة.
(٢) صلى النار كرضى وصلى بها: قاسى حرها، وفل حد: ثلمه.
(٣) الأدراج: جمع درج بالتحريك وهو الطريق، ويقال: استمر فلان درجه وأدراجه: أى استمر فى طريقه كما يقال: رجع فلان درجه وأدراجه: أى رجع فى طريقه الذى جاء منه، والنكوص الإحجام.

<<  <  ج: ص:  >  >>