للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفاقك، ولم تزل حربا لله ولرسوله، وحزبا من أحزاب المشركين، وعدوا لله ولنبيه وللمؤمنين من عباده، وقد كان أبى وتّر قوسه، ورمى غرضه، فشغب عليه (١) من لم يبلغ كعبه، ولم يشقّ غباره، ونحن أنصار الدين الذى منه خرجت، وأعداء الدين الذى فيه دخلت، والسلام».

فلما قرأ معاوية كتابه غاظه وأراد إجابته، فقال له عمرو: مهلا، فإنك إن كاتبته أجابك بأشد من هذا، وإن تركته دخل فيما دخل فيه الناس، فأمسك عنه.

(مروج الذهب ٢: ٦٢، والبيان والتبيين ٢: ٤٣، والعقد الفريد ٢: ٢٣٥، وعيون الأخبار م ٢: ص ٢١٢، والكامل للمبرد ١: ٢٥١، وشرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٥)

[٤٩٤ - كتاب اختلقه معاوية على قيس بن سعد]

ولما أيس معاوية من قيس أن يتابعه على أمره، شقّ عليه ذلك، لما يعرف من حزمه وبأسه، وأظهر للناس قبله إن قيس بن سعد قد تابعكم فادعوا الله له، وقرأ عليهم كتابه الذى لان له فيه وقاربه.

واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد، فقرأه على أهل الشأم، وهو:

«بسم الله الرحمن الرحيم: للأمير معاوية بن أبى سفيان من قيس بن سعد:

سلام عليك، فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فإنّ قتل عثمان كان حدثا فى الإسلام عظيما، وقد نظرت لنفسى ودينى فلم أر يسعنى مظاهرة (٢) قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما (٣) برّا تقيّا، فنستغفر الله عز وجل لذنوبنا، ونسأله العصمة لديننا، ألا وإنى قد ألفيت إليكم بالسّلم (٤)، وإنى أجبتك إلى قتال قتلة عثمان


(١) شغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح: هيج الشر عليهم، ويقولون: طلب فلانا فما شق غباره أى لم يدركة، وفى رواية الكامل «وقد كان أبى فوق سهمه، ورمى غرضه، فسعيت (والظاهر أنه خشغيت) عليه أنت وأبوك ونظراؤك، فلم تشقوا غباره، ولم تدركوا شأوه».
(٢) ظاهره: عاونه.
(٣) المحرم الذى له حرمة، والذى يحرم علينا قتاله.
(٤) السلم: الاستسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>