(٢) نشر الله الموتى كقعد، وأنشرهم: أحياهم. (٣) وجاء فى سرح العيون ص ١٤ فى ترجمته: «أدرك مبعث النبى صلى الله عليه وسلم وراسله، واختلف فى إسلامه، والأكثر على صحته. حكى أنه لما بلغه مبعث النبى صلى الله عليه وسلم قال لقومه: احملونى إليه، فقالوا: لا والله، وأنت سن من أسنان العرب، قال: فليأته أحدكم فليسأله عن ربه وعما أمره به، فأتاه حبيش بن أكثم، فقال: يا محمد! بم بعثك ربك؟ قال: بعثنى بأن أكسر الأوثان. قال: بم أمرك؟ قال: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» فانصرف حبيش إلى أبيه، فأخبره بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلا عليه الآية الشريفة، فجعل يرددها ويقول: إن هذا لرب كريم، يأمر بمحاسن الأخلاق، وينهى عن مساويها. ثم جمع إليه بنى تميم وقام فيهم خطيبا يدعوهم إلى الإسلام (وقد أوردنا خطبته فى جمهرة خطب العرب. ج ١: ص ١٥٩ فقام مالك بن نويرة، وقال: لقد خرف شيخكم، فلا تتعرضوا للبلاء! فقال أكثم: ويل للشجى من الخلى، لهفى على أمر لم أدركه ولم يسبقنى. (وفى مجمع الأمثال ج ٢: ص ٢١٧ «ولم يسعنى») ثم رحل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فمات فى الطريق، وبعث بإسلامه مع من أسلم ممن كان معه. وذكر عن ابن عباس رضى الله عنهما أن آية: «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» نزلت فى أكثم ومن تبعه من أصحابه. وقال قوم آخرون: خرج مهاجرا ولم يسلم. وجاء فى أسد الغابة ج ١: ص ١٢٤) فى ترجمته: «ولما بلغ أكثم ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل