وكان من الخوارج الذين خرجوا على علىّ عليه السلام بعد وقعة النّهروان الخرّيت ابن راشد الناجىّ، فارقه فى جماعة من بنى ناجية، وظعنوا عن الكوفة (سنة ٣٨ هـ) فبعث علىّ فى إثرهم زياد بن خصفة، وقال له: اخرج رحمك الله حتى تنزل دير أبى موسى، ثم لا تتوجّه حتى يأتيك أمرى، فخرج زياد فيمن معه إلى دير أبى موسى، فنزله وأقام فيه ينتظر أمر أمير المؤمنين.
٤٧٠ - كتاب علىّ إلى عماله
وكتب علىّ إلى عمّاله فيهم نسخة واحدة:
«أما بعد: فإن رجالا خرجوا هرّابا، ونظنهم توجّهوا نحو بلاد البصرة، فسل عنهم أهل بلادك، واجعل عليهم العيون فى كل ناحية من أرضك، واكتب إلىّ بما ينتهى إليك عنهم، والسلام».
(تاريخ الطبرى ٦: ٦٧، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٥)
٤٧١ - كتاب قرظة بن كعب إلى علىّ
فورد عليه كتاب من قبل قرظة بن كعب الأنصارى أحد عماله، وفيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله علىّ أمير المؤمنين من قرظة بن كعب، سلام عليك فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فإنى أخبر أمير المؤمنين أن حيلا مرّت بنا من قبل الكوفة، متوجهة نحو «نفّر (١)» وأن رجلا من دهاقين
(١) نفر: بلد أو قرية على نهر النرس من نواحى بابل من أعمال الكوفة، والدهاقين: جمع دهقان بالكسر والضم وهو: زعيم فلاحى العجم ورئيس الإقليم، معرب.