(٢) يقول الرجل للرجل «لا أم لك» وهو شتم وسب، ومعناه: ليس لك أم حرة. وذلك أن بنى الإماء عند العرب مذمومون ليسوا بمرضيين ولا لاحقين ببنى الحرائر، وقيل معناه: أنت لقيط لا تعرف لك أم، ولا يقول الرجل لصاحبه «لا أم لك» إلا فى غضبه عليه مقصرا به شاتما له (وربما وضع موضع المدح بمعنى التعجب منه). وأما إذا قال «لا أبا لك» - ويقال أيضا لا أب لك ولا أباك ولا أبك بغير لام- فلم يترك له من الشتيمة شيئا، وإذا أراد كرامة قال «لا أبا لشانيك» «ولا أب لشانيك». وجاء فى كتب اللغة أيضا وأكثر ما يذكر «لا أبا لك» فى المدح، أى لا كافى لك غير نفسك وقد يذكر فى معرض الذم كما يقال لا أم لك، وقد يذكر فى معرض التعجب ودفعا للعين كقولهم لله درك، وقد يذكر بمعنى جد فى أمرك وشمر، لأن من له أب اتكل عليه فى بعض شانه». وجاء فيها «لا أبا لك: دعاء فى المعنى لا محالة وفى اللفظ خبر، يقال لمن له أب ولمن لا أب له، وقيل لا أبا لك: كلمة تفصل بها العرب كلامها». (٣) أى وأهلكت أسرتك لأن خروجك على يعرضها لبطشى بها.