للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أما بعد، فإذا قدم عليك فلان وفلان، فاجمع بينهم وبين يزيد بن خالد القسرى فإن هم أقرّوا بما ادّعى عليهم، فسرّح بهم إلىّ، وإن هم أنكروا فسله بيّنة، فإن هو لم يقم البينة فاستحلفهم بعد العصر بالله الذى لا إله إلا هو: ما استودعهم يزيد ابن خالد القسرى وديعة، ولا له قبلهم شىء، ثم خلّ سبيلهم».

فقالوا: جزاك الله والرّحم خيرا، لقد حكمت بالعدل، وسرّح بهم إلى يوسف، فسألهم عن المال فأنكروا جميعا، فأخرج إليهم يزيد بن خالد فجمع بينه وبينهم، وقال له: هذا زيد بن على، وهذا محمد بن عمر بن على، وهذا فلان وفلان الذين كنت ادّعيت عليهم ما ادّعيت، فقال: مالى قبلهم قليل ولا كثير، فقال يوسف: أفبى تهزأ، أم بأمير المؤمنين؟ فعذّبه يومئذ عذابا ظن أنه قد قتله، ثم أخرجهم إلى المسجد بعد صلاة العصر فاستحلفهم فحلفوا له، فلم يقتدر عند القوم على شىء، فكتب إلى هشام يعلمه الحال، فكتب إليه هشام أن استحلفهم وخلّ سبيلهم، فخلّى عنهم فخرجوا فلحقوا بالمدينة، وأقام زيد بن علىّ بالكوفة». (تاريخ الطبرى ٨: ٢٦٠)

[٤٦٣ - كتاب هشام إلى يوسف بن عمر]

وكتب هشام إلى يوسف بن عمر أن: «أشخص زيدا إلى بلده، فإنه لا يقيم ببلد غيره فيدعو أهله إلا أجابوه».

فأشخصه، فلما كان بالثّعلبية (١) أو القادسية، لحقه أهل الكوفة، فحرّضوه على الخروج، وأعطوه المواثيق والأيمان المغلّظة لينصرنّه، وما زالوا به حتى ردوه إلى الكوفة (٢)، فرجع إليها فاستخفى، ثم خرج على يوسف بن عمر فقتل وصلب بالكناسة سنة ١٢١ هـ». (تاريخ الطبرى ٨: ٢٦٥)


(١) الثعلبية: من منازل طريق مكة من الكوفة.
(٢) وقد قالوا له: أين تذهب عنا ومعك مائة ألف رجل من أهل الكوفة يضربون دونك بأسيافهم غدا وليس قبلك من أهل الشام إلا عدة قليلة، لو أن قبيلة من قبائلنا نصبت لهم لكفتهم باذن الله تعالى، فننشدك الله لما رجعت، وكانوا يقولون: إنا لنرجو أن تكون المنصور وأن يكون هذا الزمان الذى يهلك فيه بنو أمية-

<<  <  ج: ص:  >  >>