للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨١ - كتاب علىّ إلى جرير بن عبد الله

وذكروا أن معاوية قال لجرير: إنى قد رأيت رأيّا، قال جرير: هات، قال:

اكتب إلى علىّ أن يجعل لى الشأم ومصر جباية، فإن حضرته الوفاة، لم يجعل لأحد من بعده فى عنقى بيعة، وأسلّم إليه هذا الأمر، وأكتب إليه بالخلافة، قال جرير:

اكتب ما شئت، فكتب إلى علىّ يسأله ذلك، فلما أتى عليّا كتاب معاوية، عرف أنها خدعة منه، وكتب إلى جرير بن عبد الله:

«أما بعد: فإن معاوية إنما أراد بما طلب ألّا يكون لى فى عنقه بيعة، وأن يختار من أمره ما أحبّ، وأراد أن يريّثك ويبطّئك حتى يذوق أهل الشأم، وقد كان المغيرة بن شعبة أشار علىّ وأنا بالمدينة أن أستعمله على الشأم، فأبيت ذلك عليه (١)، ولم يكن الله ليرانى أن أتّخذ المضلّين عضدا، فإن بايعك الرجل وإلّا فأقبل، والسلام».

(الإمامة والسياسة ١: ٧٣، وشرح ابن أبى الحديد ١: ص ٢٥٠)

[٣٨٢ - كتاب الوليد بن عقبة إلى معاوية]

وفشا كتاب معاوية فى العرب، فبعث إليه الوليد بن عقبة بن أبى معيط (وهو أخو عثمان لأمه):


(١) فى حديث على عليه السلام مع ابن عباس قال: «جاءنى المغيرة بن شعبة بعد مقتل عثمان بيومين فقال: أخلنى، ففعلت، فقال: «إن النصح رخيص، وأنت بقية الناس، وأنا لك ناصح، وأنا أشير عليك ألا ترد عمال عثمان عامك هذا، فاكتب إليهم بإثباتهم على أعمالهم، فإذا بايعوا لك واطمأن أمرك، عزلت من أحببت، وأقررت من أحببت، فقلت له: والله لا أداهن فى دينى، ولا أعطى الرياء فى أمرى، قال:
فإن كنت قد أبيت فانزع من شئت. واترك معاوية فإن له جراءة وهو فى أهل الشأم مسموع منه، ولك حجة فى إثباته، فقد كان عمر ولاه الشأم كلها. فقلت له: لا والله لا أستعمل معاوية يومين أبدا» - مروج الذهب ٢: ٥ - .

<<  <  ج: ص:  >  >>