(١) الأسوف والأسيف: الحزين. (٢) الشروى: المثل. (٣) وذلك أن أبيا كان قد تقدم إلى رسول كسرى ورشاه وأمره أن يبدأ بعدى، وقال له: ادخل عليه فانظر ما يأمرك به، فدخل الرسول على عدى، فقال: إنى قد جئت بارسالك، فما عندك؟ قال: عندى الذى تحب، ووعده عدة سنية، وقال له لا تخرجن من عندى، وأعطنى الكتاب حتى أرسله إليه، فإنك والله إن خرجت من عندى لأقتلن، فقال: لا أستطيع إلا أن آتى الملك بالكتاب فأوصله إليه، فانطلق بعض من كان هناك من أعدائه، فأخبر النعمان أن رسول كسرى قد دخل على عدى وهو ذاهب به، وإن فعل لم يستبق منا أحدا أنت ولا غيرك، فبعث إليه النعمان أعداءه فغموه حتى مات ثم دفنوه ودخل الرسول على النعمان بالكتاب، فقال: نعم وكرامة، وأمر له بأربعة آلاف مثقال ذهبا وجارية حسناء، وقال له إذا أصبحت فادخل عليه فأخرجه أنت بنفسك، فلما أصبح ركب فدخل السجن، فأعلمه الحارس أنه قد مات منذ أيام، فلم نجترئ على أن نخبر الملك للفرق منه وقد علمنا كراهته لموته. فرجع إلى النعمان فقال: إنى قد دخلت عليه وهو حى! فقال له النعمان، أيبعث بك الملك إلى فتدخل إليه قبلى؟ كذبت! ولكنك أردت الرشوة والخبث، فتهدده ثم زاده جائزة وأكرمه، واستوثق منه ألا يخبر كسرى إلا أنه قد مات قبل أن يقدم عليه، فرجع الرسول إلى كسرى فقال: إنه قد مات قبل أن أدخل عليه.