الحرب، وحمل: هو حمل بن سعدانة الصحابى، وقد قدمنا فى الجزء الأول ص ٤٠١ كلمة مطولة فى هذا المثل، فارجع إليها. قال صاحب العقد: فلما انتهى الكتاب إلى المغيرة كتب إليه يستأذنه فى القدوم عليه فأذن له، فلما دخل عليه قال له: يا مغيرة، كبرت سنك، ورق عظمك ولم يبق منك شىء، وما أرانى إلا مستبدلا بك، قال المحدث عنه: فانصرف إلينا، ونحن نرى الكآبة فى وجهه، فأخبرنا بما كان من أمره، قلنا له فما تريد أن تصنع؟ قال: ستعلمون ذلك، فأتى معاوية فقال له: يا أمير المؤمنين إن الأنفس ليغدى عليها ويراح، ولست فى زمن أبى بكر وعمر، فلو نصبت لنا علما من بعدك نصير إليه فإنى قد دعوت أهل العراق إلى بيعة يزيد، فقال: يا أبا محمد، انصرف إلى عملك ورم هذا الأمر لابن أخيك، فأقبلنا نركض على النجب، فالتفت فقال: والله لقد وضعت رجله فى ركاب طويل ألقى عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.