للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٢٤ - كتاب نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية]

وروى أن نائلة بنت الفرافصة زوج عثمان رضى الله عنه كتبت إلى معاوية، وبعثت بقميص عثمان مع النّعمان بن بشير، أو عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة:

«من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبى سفيان:

أما بعد: فإنى أذكّركم بالله الذى أنعم عليكم، وعلّمكم الإسلام، وهداكم من الضّلالة، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ (١) عليكم النعمة، وأنشدكم (٢) بالله وأذكّركم حقّه وحقّ خليفته الذى لم تنصروه وبعزمة الله عليكم فإنه قال: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتى تبغى حتّى تفئ (٣) إلى أمر الله» وإن أمير المؤمنين بغى عليه، ولو لم يكن له عليكم حقّ إلّا حق الولاية، ثم أتى إليه ما أتى، لحقّ على كل مسلم يرجو أيام الله أن ينصره لقدمه فى الإسلام، وحسن بلائه، وأنه أجاب داعى الله، وصدّق رسوله، والله أعلم به إذ انتخبه فأعطاه شرف الدنيا، وشرف الآخرة.

وإنى أقصّ عليكم خبره لأنى كنت مشاهدة أمره كلّه، حتى قضى الله عليه، إن أهل المدينة حصروه فى داره، يحرسونه ليلهم ونهارهم قياما على أبوابه بسلاحهم، يمنعونه كلّ شئ قدروا عليه حتى منعوه الماء يحضرونه الأذى، ويقولون له الإفك (٤) فمكث هو ومن معه خمسين ليلة، وأهل مصر قد أسندوا أمرهم إلى محمد بن أبى بكر، وعمّار بن ياسر، وكان علىّ مع الحضريّين من أهل المدينة، ولم يقاتل مع أمير المؤمنين، ولم ينصره، ولم يأمر بالعدل الذى أمر الله تبارك وتعالى به، فظلّت تقاتل خزاعة،


(١) أسبغ الله النعمة: أتمها.
(٢) نشدتك الله وبالله: استحلفتك به.
(٣) أى ترجع.
(٤) الإمك: الكذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>