للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣٤ - كتاب المختار إلى ابن الحنفية]

فلما بلغ المختار أمرهم كتب إلى ابن الحنفية:

«بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنى كنت بعثت إليك جندا، ليذلّوا لك الأعداء، وليحوزوا لك البلاد، فساروا إليك حتى إذا أطلّوا على طيبة (١)، لقيهم جند الملحد (٢)، فخدعوهم بالله، وغرّوهم بعهد الله، فلما اطمأنوا إليهم، ووثقوا بذلك منهم، وثبوا عليهم فقتلوهم، فإن رأيت أن أبعث إلى أهل المدينة من قبلى جيشا كشيفا، وتبعث إليهم من قبلك رسلا، حتى يعلم أهل المدينة أنى فى طاعتك، وإنما بعثت الجند إليهم عن أمرك، فافعل، فإنك ستجد عظمهم بحقكم أعرف، وبكم- أهل البيت- أرأف منهم بآل الزبير الظّلمة الملحدين، والسلام عليك».

(تاريخ الطبرى ٧: ١٣٥)

[١٣٥ - رد ابن الحنفية على المختار]

فكتب إليه ابن الحنفية:

«أما بعد: فإن كتابك لمّا بلغنى قرأته، وفهمت تعظيمك لحقى، وما تنوى به من سرورى، وإن أحبّ الأمور كلّها إلىّ ما أطيع الله فيه، فأطع الله ما استطعت فيما أعلنت وأسررت، واعلم أنى لو أردت القتال لوجدت الناس إلىّ سراعا، والأعوان لى كثيرا، ولكنى أعتزلهم، وأصبر حتى يحكم الله لى وهو خير الحاكمين (٣)».

(تاريخ الطبرى ٧: ١٣٥)


(١) المدينة المنورة.
(٢) يريد ابن الزبير.
(٣) وكان محمد بن الحنفية قد أبى أن يبايع ابن الزبير، إذ كره البيعة لمن لم تجتمع عليه الأمة، وكان ابن الزبير يبغضه ويحسده على أيده وقوته، فحبسه مع بضعة عشر رجلا من بنى هاشم منهم عبد الله بن عباس والحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب فى سجن عارم، وقال: لتبايعن أو لأحرقنكم، وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به، وضرب لهم فى ذلك أجلا، فكتب ابن الحنفية إلى المختار وأهل الكوفة-

<<  <  ج: ص:  >  >>