وقال الطبرى: «وخرج رجل منهم كان عاملا لقطرى على ناحية من كرمان فى سرية لهم يدعى المقعطر من بنى ضبة فقتل رجلا قد كان ذا بأس من الخوارج ودخل منهم فى ولاية. فقتله المقعطر، فوثبت الخوارج إلى قطرى ذكروا له ذلك، وقالوا: أمكنا من الضبى فقتله بصاحبنا، فقال لهم: ما أرى أن أفعل، رجل تأول فأخطأ فى التأويل، ما أرى أن تقتلوه، وهو من ذوى الفضل منكم والسابقة فيكم، قالوا: بلى قال لهم: لا، فوقع الاختلاف بينهم، فولوا عبد ربه الكبير وخلعوا قطريا وبايع قطريا منهم عصابة نحو من ربعهم أو خمسهم، فقاتلهم نحوا من شهر غدوة وعشية» - تاريخ الطبرى ٧: ٢٧ - . (١) أى يستريحوا من تعبهم ويعود إليهم نشاطهم، من جم الماء يجم بالضم والكسر جموما: أى كثر واجتمع، والبئر: تراجع ماؤها، والفرس جماما بالفتح: ترك الضراب فتجمع ماؤه، وجما وجماما: ترك فلم يركب فعفا من تعبه. (٢) يصح أن يكون «القرن» بالفتح، وهو الجانب الأعلى من الرأس: أى قصمت قرن الأعداء كما يقال كسر شوكتهم، وأن يكون بالكسر وهو الكفء فى الشجاعة أو عام وهو الأظهر لما يشير إليه كلام المهلب الآتى. (٣) الوجيف: ضرب من سير الخيل والإبل. (٤) التعذير: التقصير فى الأمر. فلما جاء المهلب هذا الكتاب قال لأصحابه: إن الله عز وجل قد أراحكم من أقران أربعة: قطرى ابن الفجاءة وصالح بن مخراق وعبيدة بن هلال وسعد الطلائع، وإنما بين أيديكم عبد ربه فى خشار من خشار الشيطان تقتلونهم إن شاء الله (والخشار والخشارة بضم الخاء: الردىء من كل شىء، وسفلة الناس) فكانوا يتغادون القتال ويتراوحون، فتصيبهم الجراح، ثم يتحاجزون، كأنما انصرفوا من مجلس كانوا يتحدثون فيه، فيضحك بعضهم إلى بعض، فقال عبيد بن موهب للمهلب: قد بان عذرك وأنا مخبر الأمير-