للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل يقول: «أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ. وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ».

وأمره: إن كان فيما يؤدّى إلى صلاح ما ولاه واستقامته ووقوع الاحتياط فيه، موافقة أمر لم يعهد إليه فيه، واحتاج إلى استئماره فى ذلك، أن يتوقف عن إحداث حدث فى شىء منه، ويكتب إليه به، ليأتيه الأمر فى ذلك بما يعمل به ويقتصر عليه، وإن كان مما سبيله أن يمضى فيه رأيه، عمل فيه بما يوفّقه الله له، ممتثلا ذلك أعدل السير وأقصدها إن شاء الله.

وأمره أن يقرأ عهده على أهل عمله، ويعلمهم رأيه فيه، وعنايته بما فيه صلاحهم، والإحسان إليهم، والعدل عليهم، والتقرب إلى الله بذلك فى أمرهم، ليبسط آمالهم، ويحسن ظنونهم، ويحمدوا الله على ما أنعم عليهم إن شاء الله».

هذا عهدى إليك، وأمرى إياك فيما قلّدتك وأسندت إليك، فامتثله واعمل به ولا نجاوزه، واستعن بالله فيما غلبك منه يقك، والله أسأل أن يصلى على محمد عبده ورسوله، وأن يوفّقك ويحسن كفايتك، والسلام».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٤٦)

[٢٢٣ - كتاب جعفر بن ثوابة إلى عبيد الله بن سليمان]

وكتب أبو الحسين جعفر بن محمد بن ثوابة إلى عبيد الله بن سليمان:

«قد فتحت للمظلوم بابك، ورفعت عنه حجابك، فأنا أحاكم الأيام إلى عدلك، وأشكو صرفها (١) إلى عطفك، وأستجير من لؤم غلبتها بكرم قدرتك، فإنها تؤخّرنى إذا قدّمت، وتحرمنى إذا قسمت، فإن أعطت أعطت يسيرا، وإن الرتجعت ارتجعت كثيرا، ولم أشكها إلى أحد قبلك، ولا أعددت لإنصافها إلا


(١) صرف الدهر: نوائبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>