للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير وما يرعاه من حق طاعته ونصيحته، وما يجرى عليه من أدبه وسلوك نهجه، والتمسّك بأمره، وما يوجبه الأمير لمن وسمه بمعروفه، وشرّفه باختياره، واختصّه بالقرب من خدمته، هذا مع ما أخلص الله بينى وبينه من المودة الصادقة، والثقة الصحيحة التى بعثتنا على التمسك بحبل الأمير، والاتصال بأسبابه، والوقوف فى ظلّه، فإنّ الله عز وجل جعل ذلك سببا بجمع أهله، وإن اختلفت بهم الأسباب، وتفرقت بهم الديار، وتباعدت الأشكال.

وأعظم الله للأمير الأجر، وأجزل له المثوبة والذّخر، وجعل الله الأمير وارث أعمارنا، والباقى بعدنا، والمومّل لخلوفنا وأعقابنا، ورحم الله أبا فلان ونقله إلى جنته التى لا يجاوزها أمل، ولا يوازيها خطر، فما أكاد أشهد مشهدا من مشاهد التمييز والنظر، إلا وهم شاهدون له بالفضل الذى شرّفه به اصطناع الأمير واختياره والنصيحة له، وقدّمه الله به على أكفائه (١)، فلقد رفعه الله به إن شاء الله فى حياته [وأورثه (٢)] ثناء جميلا بعد وفاته».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٠٧)

[١٦٨ - تعزية له فى مثله]

«لولا أن التعزية على المصائب سبيل لا ينكر على مثلى من خدم الأمير وعبيده سلوكها، لأجللت الأمير أن أذكّره من الصبر وحسن العزاء مما أعلم أنه بفضل نعمة الله عليه، وما خوّله من العلم الذى جعله به قدوة، وإنما أسأل الله عز وجل أن يوفق أمير المؤمنين لما يعظم به أجره، ويجزل به مثوبته، ولا يهدّ له ركنا، ولا يريه فى شىء من عواريه لديه ومنائحه نقصا ولا غيرا، ولا تبديلا، بمنّه ولطفه».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٠٧)


(١) فى الأصل «والنصيحة له التى قد الله به على كفاية» وهو تحريف.
(٢) زدت هذه الكلمة لتستقيم العبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>