للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير عذر، فأحببت أن تقرأ عذرى بخطى، ووالله ما أقدر على الحركة، ولا شىء أسرّ إلىّ من رؤيتك والجلوس بين يديك، وأنت يا مولاى جاهى وسندى، لافقدت سندى، ورأيك فى بسط العذر موفّقا» وكتبت فى أسفل الكتاب.

أليس من الحرمان حظّ سلبته ... وأحوجنى فيه البلاء إلى العذر؟

فصبرا، فما هذا بأوّل حادث ... رمتنى به الأقدار من حيث لا أدرى

[٢٧٠ - رده عليها]

فأجبتها:

«كيف أردّ عذر من لا تتسلط التّهمة عليه، ولا تهتدى الموجدة (١) إليه، وكيف أعلّمه قبول المعاذير، ولا آمن بعض جواهره إلىّ يسير إلى انتهاز فرصة فيما عاد إلى الفرطة (٢)، فإن سلمت من ذلك، فمن يجيرنى من تواكله على تقديم العذر، ووقوعه موقع التصديق فى كل وقت، فتتصل أيام الشغل والعلّة، وتنقضى أيام الفراغ والصحة، فتطول مدة الغيبة، وتدرس آثار المودة»، وكتبت آخر الرقعة.

إذا غبت لم تعرف مكانى لذة ... ولم يلق نفسى لهوها وسرورها

وبدّلت سمعا واهيا غير ممسك ... لقول، وعينا لا يرانى ضميرها

(زهر الآداب ٣: ٢٠٣)


(١) الموجدة: الغضب.
(٢) الفرطة: اسم للخروج والتقدم ومجاوزة الحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>