للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤١٦ - رد علىّ على معاوية

فكتب إليه علىّ عليه السلام:

«أما بعد: فإن مساويك مع علم الله تعالى فيك حالت بينك وبين أن يصلح لك أمرك، وأن يرعوى قلبك، يابن صخر، يا بن اللّعين (١)، زعمت أن يزن الجبال حلمك، ويفصل بين أهل الشك علمك، وأنت الجلف المنافق، الأغلف القلب، القليل العقل، الجبان الرّذل (٢)، وقلت: فشمّر للحرب، واصبر للضرب، فإن كنت صادقا فيما تزعم، ويعينك عليه ابن النابغة (٣)، فدع الناس جانبا، وتيسّر لما دعوتنى إليه من الحرب، والصبر على الضرب، وأنف الفريقين من القتال، وابرز إلىّ لتعلم أيّنا المرين (٤) على قلبه، المغطّى على بصره؟ فأنا أبو الحسن قاتل جدّك وأخيك وخالك شدخا (٥) يوم بدر، وذلك السيف معى، وبذلك القلب ألقى عدوى، وما أنت منهم ببعيد».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٥١ وم ٣ ص ٤١١)

٤١٧ - كتاب معاوية إلى علىّ

وروى صاحب العقد قال:

وكتب معاوية إلى علىّ:

«أما بعد: فإنك قتلت ناصرك، واستنصرت واترك (٦)، فايم الله لأرمينّك


(١) من كلام للحسن بن على رضى الله عنهما يخاطب معاوية: «وأنشدك الله يا معاوية، أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق» - انظر شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ١٠٢
(٢) الجلف: الرجل الجافى، والأغلف القلب: الذى لا بصيرة له كأن قلبه فى غلاف، وفى الرواية الأخرى: «وأنت الجاهل، القليل الفقه، المتفاوت العقل، الشارد عن الدين»
(٣) هو عمرو بن العاص السهمى، وفى الرواية الأخرى: «وبعينك عليه أخو بنى سهم» والنابغة أم عمرو- انظر ص ٣٤٣.
(٤) المرين اسم مفعول من ران.
(٥) الشدخ: كسر الشئ الأجوف وبابه قطع، شدخ رأسه فانشدخ.
(٦) الوتر: الثأر، وقد وتره يتره كوعد. والشهاب: شعلة من نار ساطعة، وأذكى النار: أوقدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>