مصرّحا أو محتالا أو متأوّلا، وأدهن فيما أعطى الله من نفسه، وفيما أخذ عليه من مواثيق الله وعهوده، وزاغ عن السبيل التى يعتصم بها أولو الرأى، فكلّ ما يملك كلّ واحد منكم ممن ختر (١) فى ذلك منكم عهده، من مال أو عقار أو سائمة أو زرع أو ضرع، صدقة على المساكين فى وجوه سبيل الله، محبوس محرّم عليه أن يرجع شيئا من ذلك إلى ماله، عن حيلة يقدّمها لنفسه أو يحتال له بها، وما أفاد فى بقية عمره من فائدة مال يقلّ خطرها أو يجلّ، فذلك سبيلها إلى أن توافيه منيّته، ويأتى عليه أجله وكل مملوك يملكه اليوم وإلى ثلاثين سنة من ذكر أو أنثى، أحرار لوجه الله، ونساؤه يوم يلزمه فيه الحنث ومن يتزوج بعدهنّ إلى ثلاثين سنة، طوالق طلاق الحرج، لا يقبل الله منه إلا الوفاء بها، وهو برىء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان، ولا قبل الله منه صرفا ولا عدلا، والله عليكم بذلك شهيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل».
(تاريخ الطبرى ١١: ٩٨)
[١٤٨ - كتاب عن محمد بن عبد الله بن طاهر إلى أهل بغداد (كتبه سعيد بن حميد)]
ولما بايع الأتراك المعتز بسامرّا، أمر المستعين محمد بن عبد الله بن طاهر بتحصين بغداد، فتقدّم فى ذلك، وعقد المعتزّ لأخيه أبى أحمد بن المتوكل على حرب المستعين وابن طاهر وولّاه ذلك، فسار إلى بغداد فى جمع من الأتراك والمغاربة، فصدّهم ابن طاهر وأوقع بهم ودارت عليهم الدائرة.
وأمر ابن طاهر سعيد بن حميد فكتب كتابا يذكر فيه هذه الوقعة، فقرئ على أهل بغداد فى مسجد جامعها، ونسخته:
(١) الختر: الغدر والخديعة أو أقبح الغدر، وفعله كضرب ونصر.