قريب، وإن كنتما بايعتمانى كارهين، فقد جعلتما لى عليكما السبيل بإظهار كما الطاعة وإسرار كما المعصية، ولعمرى ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتّقيّة والكتمان، إنك يا زبير لفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريّه، وإنك يا طلحة لشيخ المهاجرين.
وإنّ دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه، كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به.
وقد زعمتما أنى قتلت عثمان، فبينى وبينكما من تخلّف عنى وعنكما من أهل المدينة (١)، ثم يلزم كلّ امرئ بقدر ما احتمل، وزعمتما أنى آويت قتلة عثمان، فهؤلاء بنو عثمان فليدخلوا فى طاعتى، ثم يخاصموا إلىّ قتلة أبيهم، وما أنتما وعثمان، إن كان قتل ظالما أو مظلوما؟ ولقد بايعتمانى وأنتما بين خصلتين قبيحتين: نكث بيعتكما، وإخراجكما أمّكما. فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما، فإن الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يتجمع العار والنار، والسلام».
(نهج البلاغة ٢: ٨٠ والإمامة والسياسة ١: ٥٥)
[٣٦٧ - كتاب على إلى السيدة عائشة]
وكتب إلى السيدة عائشة:
«أما بعد: فإنك خرجت غاضبة لله ولرسوله تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ما بال النساء والحرب والإصلاح بين الناس؟ تطلبين بدم عثمان، ولعمرى لمن عرّضك للبلاء، وحملك على المعصية أعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان، وما غضبت حتى أغضبت، وما هجت حتى هيجت، فاتّقى الله وارجعى إلى بيتك».
(الإمامة والسياسة ١: ٥٥)
(١) أى جعلت الحكم بينى وبينكما من تخلف عن نصرى ونصركما من أهل المدينة كمحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وغيرهم.