للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو مسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره، فقال إبراهيم: إنى قد عرضت هذا الأمر على غير واحد، فأبوه علىّ وأعلمهم أنه أجمع رأيه على أبى مسلم، وأمرهم بالسمع والطاعة (١).

(تاريخ الطبرى ٩: ٧٥)

[٥٢٠ - كتاب إبراهيم بن محمد إلى أبى مسلم الخراسانى وكتابه إلى سليمان بن كثير]

وفى سنة ١٢٩ هـ كتب إبراهيم بن محمد إلى أبى مسلم يأمره بالقدوم عليه، ليسأله عن أخبار الناس، فخرج فى النصف من جمادى الآخرة مع سبعين من النقباء، فلما بلغ قومس (٢) أتاه كتاب من إبراهيم إليه، وكتاب إلى سليمان بن كثيّر، وكان فى كتاب أبى مسلم:

«إنى قد بعثت إليك براية النصر، فارجع من حيث ألفاك كتابى، ووجّه إلىّ قحطبة بما معك يوافنى به فى الموسم».

فوجّه أبو مسلم قحطبة إلى الإمام وانصرف إلى خراسان، فقدم «مرو» فى أول يوم من رمضان سنة ١٢٩ هـ، ودفع كتاب الإمام إلى سليمان بن كثير، وكان فيه أن:

«أظهر دعوتك، ولا تربّص (٣)، فقد آن ذلك»:


(١) ثم قال لأبى مسلم «يا عبد الرحمن إنك رجل منا أهل البيت، فاحفظ وصيتى، وانظر هذا الحى من اليمن فأكرمهم وحل بين أظهرهم، فإن الله لا يتم هذا الأمر إلا بهم، وانظر هذا لحى من ربيعة فاتهمهم فى أمرهم، وانظر هذا الحى من مضر فإنهم العدو القريب الدار، فاقتل من شككت فى أمره، ومن كان فى أمره شبهة. ومن وقع فى نفسك منه شىء، وإن استطعت أن لا تدع بخراسان لسانا عربيا فافعل، فأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله، ولا تخالف هذا الشيخ- يعنى سليمان بن كثير- ولا تعصه، وذا أشكل عليك أمر فاكتف به منى».
(٢) ضبطه ياقوت فى معجمه بكسر الميم وكذا فى اللسان، وضبطه الفيروزابادى فى القاموس بفتحها صقع كبير بين خراسان وبلاد الجبل.
(٣) أى ولا تنتظر ..

<<  <  ج: ص:  >  >>