ثم طعن معاذ بن جبل فمات رحمه الله، وكان قد استخلف عمرو بن العاص، فكتب إلى عمر ينعى معاذا:
«لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فإن معاذ بن جبل رحمه الله هلك، وقد فشا الموت فى المسلمين، وقد استأذنونى فى التنحّى عنه إلى البرّ، وقد علمت أن إقامة المقيم لا تقرّبه من أجله، وأن هرب الهارب منه لا يباعده من أجله، ولا يدفع به قدره، والسلام عليك ورحمة الله».
(فتوح الشام ص ٢٤٧)
[١٥٨ - كتاب عمر إلى يزيد بن أبى سفيان]
ثم إن عمر رضى الله عنه كتب إلى يزيد بن أبى سفيان:
«أما بعد، فقد ولّيتك أجناد الشأم كلّه، وكتبت إليهم أن يسمعوا لك ويطيعوا، وألّا يخالفوا لك أمرا، فاخرج فعسكر بالمسلمين ثم سر إلى قيسارية، فانزل عليها ثم لا تفارقها حتى يفتحها الله عليك، فإنه لا ينبغى افتتاح ما اقتحتم من أرض الشأم مع مقام أهل قيسارية فيها، وهم عدوّكم وإلى جانبكم، وإنه لا يزال قيصر طامعا فى الشأم ما بقى فيها أحد من أهل طاعته منيعا (١)، ولو قد فتحتموها قطع الله رجاءه من جميع الشأم، والله عز وجل فاعل ذلك وصانع للمسلمين إن شاء الله».
(فتوح الشأم ص ٢٥٠)
[١٥٩ - كاب عمر إلى أمراء الأجناد]
فخرج يزيد بن أبى سفيان فعسكر بالمسلمين، وجاء كتاب من عمر رضى الله عنه إلى أمراء الأجناد نسخة واحدة: