للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٥٤ - كتاب الصلح بين أصحاب الجمل وبين عثمان بن حنيف]

وخطب طلحة والزبير والسيدة عائشة أهل البصرة، وحثّوهم على مؤازرتهم فى الطلب بدم الخليفة المظلوم، حتى استمالوا فريقا منهم، ونشب القتال بين أصحاب عائشة وبين أصحاب ابن حنيف، وفشت الجراحات فى الفريقين، حتى إذا مسّ الشرّ أصحاب ابن حنيف وعضّهم، نادوا أصحاب عائشة إلى الصلح، فأجابوهم، وكتبوا بينهم كتابا على أن يبعثوا رسولا إلى المدينة، وحتى يرجع الرسول من المدينة، فإن كان طلحة والزبير أكرها على بيعة علىّ، خرج ابن حنيف عنهما، وأخلى لهما البصرة، وإن لم يكونا أكرها خرج طلحة والزبير، ونص الكتاب:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما اصطلح عليه طلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين، وعثمان بن حنيف ومن معه من المؤمنين والمسلمين:

أنّ عثمان يقيم حيث أدركه الصّلح على ما فى يده، وأن طلحة والزبير يقيمان حيث أدركهما الصلح على ما فى أيديهما، حتى يرجع أمين الفريقين ورسولهم كعب بن سور من المدينة، ولا يضارّ واحد من الفريقين الآخر فى مسجد. ولا سوق، ولا طريق، ولا فرضة (١)، بينهم عيبة (٢) مفتوحة، حتى يرجع كعب بالخبر، فإن رجع بأن القوم أكرهوا طلحة والزبير، فالأمر أمرهما، وإن شاء عثمان خرج حتى يلحق بطيّته (٣)، وإن شاء دخل معهما، وإن رجع بأنهما لم يكرها فالأمر أمر عثمان، فإن شاء طلحة والزبير أقاما على طاعة علىّ، وإن شاءا خرجا حتى يلحقا بطيّتهما، والمؤمنون أعوان الفالج (٤) منهما».


(١) الفرضة: من النهر ثلمة يستقى منها، ومن البحر: محط السفن.
(٢) هكذا فى الأصل، والتعبير الوارد عن العرب فى هذا الصدد «عيبة مكفوفة» انظر تفسيرها فى ص ٣١.
(٣) يقال: مضى لطيته أى لوجهه الذى يريده ولنيته التى انتواها.
(٤) أى الظافر الفائز.

<<  <  ج: ص:  >  >>