«أما بعد: فقد أتانى كتابك، وفهمت ما ذكرت، وأنت كما وصفت به نفسك، وعشيرتك نعم العشيرة، وقد رأيت لك أن تنضمّ إلى خالد بن الوليد فتكون معه، وتقيم معه ما أقام بالعراق، وتشخص معه إذا شخص منها».
(فتوح الشأم ص ٥٣)
[٧٩ - كتاب أبى بكر إلى المثنى بن حارثة]
وكتب إلى المثنى بن حارثة:
«بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فإن صاحبك العجلىّ كتب إلىّ يسألنى أمورا، فكتبت إليه امره بلزوم خالد حتى أرى رأيى، وهذا كتابى إليك آمرك ألّا تبرح العراق حتى يخرج منه خالد بن الوليد، فإذا خرج خالد منه فالزم مكانك الذى كنت به، فأنت أهل لكل زيادة، وجدير بكل فضل، والسلام عليك ورحمة الله».
(فتوح الشأم ص ٥٣)
[٨٠ - كتاب أبى بكر إلى خالد بن الوليد]
وروى الطبرى أنه لما فرغ خالد بن الوليد من حرب المرتدّين باليمامة، كتب إليه أبو بكر الصديق رضى الله عنه- أول سنة ١٢ هـ أن: «سر إلى العراق حتى تدخلها، وابدأ بفرج الهند، وهى «الأبلّة (١)»، وتألّف أهل فارس، ومن كان فى ملكهم من الأمم».
(١) ثغر على الخليج الفارسى عند مصب دجلة، وهى قرب البصرة من جانبها البحرى.