للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء فى صبح الأعشى:

وذكر الواقدىّ أن كتابه إليه كان بخط أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنه، وأن فيه:

«من محمد رسول الله إلى صاحب مصر.

أما بعد: فإن الله أرسلنى رسولا، وأنزل علىّ قرآنا، وأمرنى بالإعذار والإنذار ومقاتلة الكفار، حتى يدينوا بدينى، ويدخل الناس فى ملّتى، وقد دعوتك إلى الإقرار بوحدانيّته؛ فإن فعلت سعدت، وإن أبيت شقيت، والسلام».

[٨ - رد المقوقس على كتابه صلى الله عليه وسلم]

فكتب المقوقس إليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط.

سلام عليك، أما بعد: فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيّا قد بقى، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشأم، وقد أكرمت رسولك (١)، وبعثت إليك بجاريتين (٢) لهما مكان فى القبط عظيم، وبثياب (٣)، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام عليك.

(السيرة الحلبية ٢: ٣٧٢، وخطط المقريزى ١: ٢٩، وحسن المحاضرة ١: ٤٣، وصبح الأعشى ٦: ٤٦٧، والمواهب اللدنية للقسطلانى «شرح الزرقانى ٣: ٤٠٠»)


(١) ذكروا أنه دفع له مائة دينار وخمسة أثواب.
(٢) هما مارية التى تسرى بها عليه الصلاة والسلام، وجاء منها بولده إبراهيم، وأختها سيرين- بكسر السين- وقيل: أهدى إليه ثلاث جوار وقيل أربعا، ووهب عليه الصلاة والسلام سيرين لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن بن حسان، فهو وإبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم ابنا خالة. انظر أسد الغابة، ج ١: ص ٣٨.
(٣) هى عشرون ثوبا من قباطى مصر. وفى كتب السيرة أنه أهدى إلى النبى صلى الله عليه وسلم عسلا من عسل بنها، وأرسل مع الهدية طبيبا. فقال له النبى: ارجع إلى أهلك، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع. وإذا أكلنا لا نشبع. ولم يسلم المقوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>