للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٣ - كتاب ابن عباس إلى مجبرة الشام]

وكتب عبد الله بن عباس إلى مجبرة (١) الشأم:

«أما بعد، أتأمرون الناس بالتقوى وبكم ضلّ المتقون، وتنهون الناس عن المعاصى وبكم ظهر العاصون؟ يا أبناء سلف المقاتلين، وأعوان الظالمين، وخزّان مساجد الفاسقين، وعمّار سلف الشياطين، هل منكم إلا مفتر على الله يحمل أجرامه (٢) عليه، وينسها علانية إليه، وهل منكم إلا من السيف قلادته، والزور على الله شهادته؟

أعلى هذا تواليتم، أم عليه تماليتم (٣)؟ حظّكم منه الأوفر، ونصيبكم منه الأكبر، عمدتم إلى موالاة من لم يدع لله مالا إلا أخذه، ولا منارا إلا هدمه، ولا مالا ليتيم إلا سرقه أو خانه، فأوجبتم لأخبث خلق الله أعظم حقّ الله، وتخاذلتم أهل الحق حتى ذلّوا وقلّوا، وأعنتم أهل الباطل حتى عزّوا وكثروا، فأنيبوا إلى الله وتوبوا، تاب الله على من تاب، وقبل من أناب». (المنية والأمل ص ٩)

[٢٤ - كتاب معاوية إلى عمرو بن العاص]

وكتب معاوية إلى عمرو بن العاص- وبلغه عنه أمر-:

«وفّقك الله لرشدك، بلغنى كلامك فإذا أوله بطر وآخره خور، ومن أبطره الغنى أذلّه الفقر، وهما ضدّان مخادعان للمرء عن عقله، وأولى الناس بمعرفة الدواء من يبين له الداء، والسلام».


(١) المجبرة أو الجبرية: فرقة تقول بأن الإنسان لا يقدر على شىء ولا يوصف بالاستطاعة، وإنما هو مجبور فى أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار، وإنه كالريشة فى مهب الرياح ليس له كسب فيما يأتيه
(٢) الأجرام: جمع جرم بالضم وهو الجريمة.
(٣) مخفف عن تمالأتم أى اجتمعتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>