للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه ليس يأتيهم مدد إلا أمددناك بمثليهم أو ضعفهم (١)، وليس بكم- والحمد لله- قلّة ولا ذلة، فلا أعرفنّ ما جبنتم عنهم، ولا ما خفتم منهم، فإن الله فاتح لكم ومظهركم (٢) على عدوكم بالنصر، وملتمس منكم الشكر لينظر كيف تعملون، وعمرو فأوصيك به خيرا، وقد أوصيته أن لا يضيع حقّا يراه ويعرفه، فإنه ذو رأى وتجربة، والسلام عليك ورحمة الله». (فتوح الشأم ص ٤٢)

[١٠٤ - كتاب أبى عبيدة إلى أبى بكر]

وكتب أبو عبيدة وهو بالجابية إلى أبى بكر رضى الله عنهما:

«بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فإن الروم وأهل البلد ومن كان على دينهم من العرب، قد اجتمعوا على حرب المسلمين، ونحن نرجو النصر وإنجاز موعود الربّ وعادته الحسنى، أحببت إعلامك ذلك لترى فيه رأيك إن شاء الله، والسلام».

(فتوح الشأم ص ٥٧)

[١٠٥ - كتاب أبى بكر إلى خالد بن الوليد]

فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد رضى الله عنهما:

«أما بعد: فإذا جاءك كتابى هذا فدع العراق وخلّف فيه أهله الذين قدمت


(١) جاء فى المصباح المنير: «قال الأزهرى: الضعف فى كلام العرب المثل، هذا هو الأصل، ثم استعمل الضعف فى المثل ومازاد وليس للزيادة حد، يقال هذا ضعف هذا أى مثله، وهذان ضعفاه أى مثلاه، قال: وجاز فى كلام العرب أن يقال هذا ضعفه أى مثلاه وثلاثة أمثاله، لأن الضعف زيادة غير محصورة». وجاء فى لسان العرب فى هذا الصدد: «ألا ترى قوله تعالى «فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا» لم يرد به مثلا ولا مثلين، وإنما أراد بالضعف الأضعاف، وأولى الأشياء به أن نجعله عشرة أمثاله لقوله سبحانه «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها» فأقل الضعف محصور وهو المثل، وأكثره غير محصور».
(٢) أى ناصركم.

<<  <  ج: ص:  >  >>