للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغطفان، وفرّ طليحة (١)، أقيل بنو عامر يقولون: ندخل فيما خرجنا منه، ونؤمن بالله ورسوله، ونسلّم لحكمه فى أموالنا وأنفسنا، فبايعهم ولم يقبل منهم إلا أن يأتوه بالذين حرّقوا ومثّلوا وعدوا على أهل الإسلام فى حال ردّتهم، فأتوه بهم، فقبل منهم إلا قرّة بن هبيرة (٢) ونفرا معه أوثقهم، ومثّل بالذين عدوا على الإسلام، فأحرقهم بالنيران، ورضخهم بالحجارة، ورمى بهم من الجبال، ونكسهم فى الآبار، وخزق (٣) بالنبال، وبعث بقرّة وبالأسارى، وكتب إلى أبى بكر:

«إن بنى عامر أقبلت بعد إعراض، ودخلت فى الإسلام بعد تربّص، وإنى لم أقبل من أحد قاتلنى أو سالمنى شيئا حتى يجيئونى بمن عدا على المسلمين، فقتلتهم كلّ قتلة، وبعثت إليك بقرّة وأصحابه».

(تاريخ الطبرى ٣: ٢٣٣)

[٦١ - رد أبى بكر على كتاب خالد]

فكتب أبو بكر إلى خالد رضى الله عنهما:

«ليزدك ما أنعم الله به عليك خيرا، واتّق الله فى أمرك ف «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» جدّ فى أمر الله، ولا تنينّ، ولا تظفرنّ بأحد قتل المسلمين إلا قتلته، ونكّلت (٤) به غيره، ومن أصبت (٥) ممّن حادّ الله أو ضادّه، ممن ترى أن فى ذلك صلاحا فاقتله».

(تاريخ الطبرى ٣: ٢٣٣)


(١) وقد لحق بالشأم ثم أسلم هنالك حين بلغه أن أسدا وغطفان وعامرا قد أسلموا.
(٢) وكان على سادتهم وقادتهم فى كعب، وهى بطن من عامر.
(٣) رضخهم: أى رماهم، وراضخه: راماه بالحجارة، وهم يتراضخون بالسهام أى يترامون، وخزقه كضربه: طعنه.
(٤) نكل به تنكيلا: صنع به صنيعا يحذر غيره، والنكال: ما نكلت به غيرك.
(٥) فى الأصل «ومن أحببت» وأراه محرفا وصوابه ما ذكرت. وحاده: غاضه وخالفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>