للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطرح الحجاج هذا الكتاب إلى عنبسة بن سعيد، فقال: هذا من سميرنا الشيبانى وهو من الخوارج ولا نعلم به! . (مروج الذهب ٢: ١٣٨)

[١٨٣ - كتاب الحجاج إلى قطرى بن الفجاءة]

وروى أبو العباس المبرّد فى الكامل قال:

قال الحجاج يوما لعمائر (١) العرب، وهم فى مجلسه: ما أحسب هذا المزونىّ (٢) يناصحنا فى حربنا- يعنى المهلّب- والرأى مشترك، فقالوا: الرأى للأمير- أصلحه الله- أن يكتب إلى ابن الفجاءة بإطعامه بعض الأرضين، فإذا هو نخع (٣) بطاعته، وأظهر الدعوة له. سهلت الحيلة فيه، فقال: وفّقكم الله، وكتب إلى ابن الفجاءة، وأنفذه على يد الغضبان بن القبعثرى الشّيبانى، ونسخة الكتاب:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من الحجاج بن يوسف إلى قطرى بن الفجاءة، سلام عليك، الموحّد الله، والمصلّى عليه محمد عليه السلام، أما بعد، فإنك كنت أعرابيا بدويّا، تستطعم الكسرة، وتخفّ إلى التمرة، ثم خرجت تحاول ما ليس لك بحق، واعترضت على كتاب الله، ومرقت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارجع عما أنت عليه بما زيّن لك، وادعنى فقد آن لك».


(١) العمائر: جمع عمارة بالفتح ويكسر، وهى أصغر من القبيلة، وطبقات النسب ست، أعلاها:
الشعب بالفتح، وهو يجمع القبائل، ثم القبيلة وتجمع العمائر، ثم العبارة وتجمع البطون، ثم البطن ويجمع الأفخاذ، ثم الفخذ، وتجمع الفصائل، ثم الفصيلة، فخزيمة مثلا شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصى بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة.
(٢) نسبة إلى مزون كصبيور، وهى قرية من قرى عمان (كغراب) باليمن، كان يسكنها اليهود والملاحون ليس بها غيرهم، وكان الفرس يسمون عمان المزون، وكان أزد عمان- وهم رهط المهلب- يكرهون أن يسموا المزون.
(٣) نخع له بحقه كمنع: أقر (وبخع بالحق أيضا: أقربه وخضع له).

<<  <  ج: ص:  >  >>