للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو كبير، أو أوصلت إلى أحد منهم ضررا: سرّا وعلانية، على الوجوه والأسباب كلّها، تصريحا أو كناية، أو بحيلة من الحيل، فأنا نفىّ من محمد بن على بن عبد الله، ومولود لغير رشدة (١)، وقد حلّ لجميع أمة محمد خلعي وحربى والبراءة منى، ولا بيعة لى فى رقاب المسلمين ولا عهد ولا ذمّة، وقد وجب عليهم الخروج من طاعتى، وإغانة من ناوأنى من جميع الخلق، ولا موالاة بينى وبين أحد من المسلمين.

وهو متبرّئ من الحول والقوة، ومدّع إن كان أنه كافر بجميع الأديان، ولقى ربّه على غير دين ولا شريعة، محرّم المأكل والمشرب والمناكح، والمركب والرّق، والملك، والملبس، على الوجوه والأسباب كلها.

وكتبت بخطى، ولا نيّة لى سواة، ولا يقبل الله منى إلا إياه، والوفاء به».

(كتاب الوزراء والكتاب ص ١١٠)

[٢١ - كتاب أبى جعفر إلى أبى مسلم]

ولما ظفر أبو مسلم بعسكر عبد الله بن على، بعث أبو جعفر مولاه أبا الخصيب إلى أبى مسلم، ليكتب له ما أصاب من الأموال، فهمّ أبو مسلم بقتله، فكلّم فيه، وقيل له إنما هو رسول فخلّ سبيله، فلما رجع إلى أبى جعفر أخبره بما كان، فخاف أن يمضى أبو مسلم إلى خراسان، فكتب إليه كتابا مع يقطين بن موسى أن:

«قد ولّيتك مصر والشأم، فهى خير لك من خراسان، فوجّه إلى مصر من أحببت، وأقم بالشأم فتكون بقرب أمير المؤمنين، فإن أحبّ لقاءك أتيته من قريب».


(١) يقال: هذا ولد رشدة: إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال فى ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما والفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>