للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطواحينهم، إذا أدّوا الحق الذى عليهم، ولنا عليهم أن يصلحوا جسورنا، ويهدوا ضالّنا، شهد الله وملائكته والمسلمون».

(فتوح البلدان للبلاذرى ص ١٨٢)

[٢٣٣ - كتاب عمر إلى ملك الروم]

وفى أثناء فتح الجزيرة ارتحلت إياد بن نزار، واقتحموا أرض الروم، فكتب بذلك الوليد بن عقبة إلى عمر، فكتب عمر إلى ملك الروم:

«إنه بلغنى أن حيّا من أحياء العرب ترك دارنا وأتى دارك، فو الله لتخرجنّه، أو لننبذنّ (١) إلى النصارى، ثم لنخرجنّهم إليك».

فأخرجهم ملك الروم.

(تاريخ الطبرى ٤: ١٩٨)

[٢٣٤ - كتاب عمر إلى حرقوص بن زهير]

وافتتح حرقوص بن زهير السّعدى سوق الأهواز، وانهزم الهرمزان وتوجّه إلى رامهرمز، ثم طلب الصلح فأجيب إليه، وبلغ عمر أن حرقوصا نزل جبل الأهواز، والناس يختلفون إليه، والجبل كئود (٢) يشقّ على من رامه، فكتب إليه:

«بلغنى أنك نزلت منزلا كئودا، لا تؤتى فيه إلا على مشقّة، فأسهل (٣)، ولا تشقّ على مسلم، ولا معاهد، وقم فى أمرك على رجل (٤) تدرك الآخرة، وتصف لك الدنيا، ولا تدركنّك فترة، ولا عجلة، فتكدّر دنياك، وتذهب آخرتك.

(تاريخ الطبرى ٤: ٢١٢)


(١) يقال: نابذناهم الحرب، ونبذنا إليهم الحرب على سواء، والمنابذة: أن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال، ثم أرادا نقض ذلك العهد، فينبذ كل فريق منهما إلى صاحبه العهد الذى تهادنا عليه.
(٢) كئود: صعب.
(٣) أى انزل السهل، وشق عليه الأمر: صعب، وشق على فلان أوقعه فى المشقة.
(٤) الرجل بالكسر: الخوف والفزع من قوت الشئ، يقال: أنا من أمرى على رجل: أى على خوف من فوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>