للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بيت الله الحرام الذى بمكة حافيا راجلا، وكلّ مملوك يملكه من اليوم إلى ثلاثين حجّة (١) بشراء أو هبة أحرار لوجه الله، وكل امرأة له طالق ثلاثا، وكل ما يملكه من ذهب أو فضّة أو متاع أو دابة أو غير ذلك فهو صدقة على المساكين، وهو يكفر بالله وبكتابه المنزّل على نبيه، والله عليه فيما وكّد وجعل على نفسه فى هذه الأيمان راع وكفيل، وكفى بالله شهيدا».

(الإمامة والسياسة ٢: ١٠٥)

[٤ - كتب بين أبى مسلم وأبى العباس وأبى جعفر]

وكان رأى أبى جعفر الوفاء لابن هبيرة بما أعطاه، وكان أبو العباس لا يقطع أمرا دون أبى مسلم، وكان أبو الجهم بن عطية عينا لأبى مسلم على أبى العباس، فكتب إليه بأخباره كلها، فكتب أبو مسلم إلى أبى العباس:

«إنه قلّ طريق سهل يلقى فيه حجارة إلّا ضرّ ذلك بأهله (٢)، لا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة».

فكتب أبو العباس إلى أبى جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة، وألحّ عليه فى ذلك، وأبو جعفر يراجعه حتى كتب إليه أبو العباس: «والله لتقتلنّه أو لأبعثنّ إليك من يخرجه من عندك ثم يتولى قتله» فقتله أبو جعفر، وكان ذلك سنة ١٣٢ هـ.

(تاريخ الطبرى ٩: ١٤٤، والإمامة والسياسة ٢: ١٠٧)

وجاء فى ترجمة ابن هبيرة فى وفيات الأعيان: فيقال إنه كان يكاتب عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب رضى الله عنه، ويدعو إليهم وإلى خلع السفاح، وجاءه كتاب أبى مسلم الخراسانى يحثه على قتل ابن هبيرة، فكتب السفاح إلى المنصور يأمره بقتله، فقال: لا أفعل وله فى عنقى بيعة وأيمان، فلا أضيّعهما بقول


(١) الحجة: السنة.
(٢) وفى الطبرى «إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>