للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا اتّبعت إلا الهوى، ولئن كنت نصرت عثمان ميّتا، لقد خذلته حيّا، ونحن ومن قبلنا من المهاجرين والأنصار أولى بالصواب».

(الإمامة والسياسة ١: ٧٧، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٠)

[٤٠١ - كتاب معاوية إلى أبى أيوب الأنصارى]

وروى ابن أبى الحديد قال:

كتب معاوية إلى أبى أيّوب خالد بن زيد الأنصارى- وكان سيدا معظما من سادات الأنصار، وكان من شيعة علىّ عليه السلام- كتابا: سطرا واحدا، وهو:

«حاجيتك (١): لا تنسى الشّيباء أبا عذرها (٢)، ولا قاتل بكرها» فلم يدر أبو أيوب ما هو! فأتى به عليّا عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن معاوية كهف المنافقين كتب إلىّ بكتاب لا أدرى ما هو؟ قال علىّ: فأين الكتاب؟ فدفعه إليه فقرأه وقال: «نعم، هذا مثل ضربه لك، يقول: لا تنسى الشيباء أبا عذرها، والشيباء: المرأة البكر ليلة افتضاضها (٣)، لا تنسى بعلها الذى افترعها أبدا، ولا تنسى قاتل بكرها وهو أول ولدها، كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان».

وروى أن معاوية كتب فى أسفل كتابه إلى أبى أيوب:

أبلغ لديك أبا أيّوب مألكة ... أنّا وقومك مثل الذئب والنّقد (٤)


(١) حاجاه: فاطنه أى باراه فى الفطنة.
(٢) العذر بالضم: البكارة، وافتضاض الجارية، ويقال: فلان أبو عذر فلانة وأبو عذرتها: إذا كان افترعها وافتضها (بالفاء وبالقاف).
(٣) وجاء فى لسان العرب فى مادة شيب: «وكانت العرب تقول للبكر إذا زفت إلى زوجها فدخل بها ولم يفترعها ليلة زفافها: باتت بليلة حرة (بالإضافة) وإن افترعها تلك الليلة قالوا: باتت بليلة شيباء (بالإضافة أيضا) وقيل: ياء شيباء بدل من واو لأن ماء الرجل شاب ماء المرأة، غير أنا لم نسمعهم قالوا بليلة شوباء، جعلوا هذا بدلا لازما كعيد وأعياد، وقال أيضا فى مادة شوب (وباتت المرأة بليلة شيباء) قيل إن الياء فيها معاقبة (بكسر القاف)، وإنما هو من الواو لأن ماء الرجل خالط ماء المرأة» ويقال باتت بليلة شيباء، وباتت بليلة الشيباء.
(٤) المألكة بضم اللام وتفتح: الرسالة، والنقد: جنس من الغنم قبيح الشكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>