(٢) قرقيسياء بياءين ويقال بياء واحدة (قرقيساء): بلد على الفرات. (٣) هو عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الملقب بالأشدق لفصاحته، ولاه معاوية مكة، وولاه يزيد مكة والمدينة. (٤) وذلك أنه لما كانت الفتنة بعد موت معاوية الثانى، وانحاز الضحاك بن قيس عن مروان بن الحكم واستمال الناس ودعا إلى ابن الزبير، التقى مروان وعمرو بن سعيد بن العاص، فقال عمرو لمروان هل لك فيما أقوله لك؟ فهو خير لى ولك، فقال مروان: وما هو؟ قال: أدعو الناس إليك وآخذها لك على أن تكون لى من بعدك، فقال مروان: لا، بل بعد خالد بن يزيد بن معاوية. فرضى عمرو بذلك، ودعا الناس إلى بيعة مروان فأجابوا، وبايع مروان بعده لخالد بن يزيد، ولعمرو بن سعيد بعد خالد، ثم مات مروان وخلفه عبد الملك. ولما اعتزم عبد الملك أن يخرج إلى العراق لقتال زفر بن الحارث سنة ٦٩ هـ وقيل لقتال مصعب بن الزبير سنة ٧٠ هـ- قال له عمرو: إنك تخرج إلى العراق وقد كان أبوك وعدنى هذا الأمر من بعده، وعلى ذلك جاهدت معه، وقد كان من بلائى ما لم يخف عليك، فاجعل لى هذا الأمر من بعدك، فلم يجبه عبد الملك إلى شىء، فلما خرج عبد الملك أغلق عمرو بن سعيد دمشق وخالف عليه، - قيل: كان عبد الملك قد استخلفه عليها، وقيل: إنه خرج مع عبد الملك ثم عاد إلى دمشق ليلا فغلب عليها- فكر عبد الملك راجعا إلى دمشق وحاصرها حتى صالح عمرا على أنه الخليفة بعده ففتح له دمشق، ثم إن عبد الملك احتال له حتى قتله.