للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعجلها عن الآجال المقدّرة، لكانت الرزيّة أحقّ الرزايا بذلك، فكنت أحق المنكوبين بمصابه أن ينالنى ذلك منه».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣١٢)

[٣٠ - كتابه إلى إسحق بن يحيى]

وكتب الحسن إلى إسحق بن يحيى بن معاذ، يعزّيه عن ابنه:

«من شكّ فى موضعى من هذه المصيبة، وبموقعها منى، فأنت- أعزك الله- غير شاكّ فى ذلك ولا مرتاب به، فإنا كنا من صفاء الخلّة (١) على ما لم يكن عليه أخو مودّة، نغيب إذا غبنا على إخلاص ومقة، ونحضر إذا حضرنا، على برّ وصلة، ونتقارض المحبة قروضا مجزيّة، رضى الله عنه، وشكر له ما كنت أعتدّ به منه، ولقد كانت الدنيا تزداد حبا إلىّ بمكانه، وتضعّف حسنا فى عينى بحياته، ولقد أحدثت لى ميتته زهدا فى الحياة، وقصدا فى الشّحّ عليها، وذمّا للدنيا، واستقباحا لصورها، ولكن ما الحيلة، جعلت فداءك! ؟ وممن الظّلامة! ؟ وما نصنع بهذه الغرّارة، التى سيرتها- منذ كانت- سيرة واحدة، وأحكامها فى كدر الصّفاء، وتنغيص السرور، أحكام راتبة (٢) والله المستعان، والمشتكى إليه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، لا نقص لك عددا، ولا أراك فى شىء من نعمه عندك فجعا ولا تبديلا».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣١٢)

[٣١ - كتابه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر]

وله إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، يعزيه:

«أطال الله بقاء الأمير مسرورا غير محزون، ومعطى غير مسلوب، ووفقّه فى أحواله كلها بما يستديم به النعم، ويستحقّ به المثوبة.


(١) الخلة: الصداقة المختصة لا خلل فيها.
(٢) راتبة: أى ثابتة لا تتغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>