وكتب معاوية إلى سعد بن أبى وقاص، يدعوه إلى القيام معه فى دم عثمان:
«سلام عليك، أما بعد: فإن أحقّ الناس بنصرة عثمان أهل الشورى من قريش، الذين أثبتوا حقّه واختاروه على غيره، وقد نصره طلحة والزبير، وهما شريكاك فى الأمر والشورى، ونظيراك فى الإسلام وخفّت لذلك أم المؤمنين، فلا تكرهن ما رضوا، ولا تردّنّ ما قبلوا، وإنما نريد أن نردّها شورى بين المسلمين، والسلام».
(العقد الفريد ٢: ٢٣٥، والإمامة والسياسة ١: ٧٦، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٠)
[٣٩٨ - رد سعد على معاوية]
فأجابه سعد:
«أما بعد، فإن عمر رضى الله عنه لم يدخل فى الشّورى إلا من تحلّ له الخلافة، فلم يكن أحد منا أولى بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه، غير أن عليّا كان فيه ما فينا ولم يكن فينا ما فيه، ولو لم يطلبها ولزم بيته لطلبته العرب ولو بأقصى اليمن، وهذا الأمر قد كرهنا أوّله وكرهنا آخره، وأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما، والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت، والسلام».
(العقد الفريد ٢: ٢٣٥، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٠)
*** وفى رواية الإمامة والسياسة:
فكتب إليه سعد: «أما بعد فإن أهل الشورى ليس منهم أحد أحق بها من صاحبه، غير أن عليا كان من السّابقة، ولم يكن فينا ما فيه، فشاركنا فى محاسننا ولم نشاركه فى محاسنه، وكان أحقّنا كلنا بالخلافة، ولكن مقادير الله تعالى التى صرفتها عنه حيث شاء لعلمه وقدره، وقد علمنا أنه أحقّ بها منا، ولكن لم يكن بدّ