للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من زمان نبوة؟ أما والله لو أمنتك لقلت، ولكنى أخاف منك حالة لا تحتملها لى، وأتوقّى منك عتبا لا تنصفنى فيه، وما قدّر فقد كان ويكون، وعن كل حادثة أحدوثة، ولا أقول والله- إنى غلطت على نفسى، فتبدّلت بحالة كنت مبغوطا فيها، حالة أنا فى مكروهها، بل أقول: إنى قهرت، فلما فزعت إلى ناصرى الذى كنت أعدّ (١)، وجدت من قهرنى أقلّ نية فى ظلمى، ممن استنصرت فى نصرتى، وتسبّبت للمقادير أسبابها، وتجلت عما تجلّت عنه فى أمرى (٢)، وأحمد الله وأشكره» (٣).

وكتب فى آخره:

وكنت أخى بإخاء الزمان ... فلما نبا صرت حربا عوانا

وكنت أذمّ إليك الزمان ... فأصبحت منك أذم الزمانا

وكنت أعدّك للنائبات ... فهأنا أطلب منك الأمانا

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦٥ والأغانى ٩: ٢٧، ومعجم الأدباء ١: ١٧١ ووفيات الأعيان ١: ١٠)

[٥٣ - كتابه إلى ابن الزيات]

ومما كتب إلى ابن الزيات:

«من رأى فى المنام مثل أخ لى ... كان عونى على الزمان وخلّى

رفعت حاله فحاول حطّى ... وأبى أن يعزّ إلا بذلّى»


(١) أعد: أى أتخذه عدة.
(٢) فى الأصل «وتحلت عما تحلت عنه أمرى».
(٣) وصورة هذا الكتاب فى الأغانى ومعجم الأدياء «أما والله لو أمنت ودك لقلت، ولكنى أخاف منك عتبا لا تنصفنى فيه، وأخشى من نفسى لأئمة لا تحتملها لى، وما قد قدر فهو كائن، وعن كل حادثة أحدوثة، وما استبدلت بحالة كنت فيها مغتبطا، حالة أنا فى مكروهها وألمها أشد على من أنى فزعت إلى ناصرى عند ظلم لحقنى، فوجدت من يظلمنى أخف نية فى ظلمى منه، وأحمد الله كثيرا» ثم كتب فى أسفلها: الأبيات ... ولم يرد منه فى وفيات الأعيان إلا الأبيات فحسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>