للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعباده، فكان الأصل وزكاؤه (١) ما جمع بإذن الله سكون الدّهماء (٢)، وصلاح البيضة (٣) وأمن السّرب (٤)، وتظاهر النعم فيما قرب وبعد، ودنا ونأى، وبلاء الله حميدا هو عند أمير المؤمنين، مع كتابه هذا إليك فى نفسه وولده، وفى أحبّائه وخاصّته وقاصبته، وفى أنصاره، من عموم الأمن وشموله، وصلاح الحال واستقامتها، (بلاء يربو (٥)) عن الإحاطة بذكره دون شكره، وعن إحصاء مواهب الله فيه دون إحصائه:

أعلمك أمير المؤمنين ذلك معتدّا بنعمة الله فيه، ومشيدا بذكره، ومنبّها على جميل آلاء الله، ومستديما حمده به، لتأمر بإنفاذ كتبك إلى عمّالك فى نواحى أعمالك بما ينسخ من كتاب أمير المؤمنين هذا إليك، لتقرأه على من بحضرتهم وأطرافهم من قواد أمير المؤمنين وجنوده وأوليائه ورعيته وخاصته وعامّته، فيحمدوا الله على ما أبلى (٦) أمير المؤمنين فى نفسه وفيهم، ليجدوا من شكر الله على ذلك ما بمثله استديمت النعمة، وامترى (٧) صالح المزيد، فافعل ذلك معانا على أمرك، متحرّبا لأداء حق الله عليك، والسلام».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦٧)

[١١٧ - كتاب آخر]

وكتب فى سلامة الأضحى:

«فإن أحقّ من أشاد بنعم الله ناطقا بلسان شكرها، وقائلا بأحسن نشرها، ومقدّما حقّ الله بذلك فيها، من ألبس من نعم الله أعزّ ملابسها، وحبى منها بأفضل مواهبها، ومن لم تزل عادة الله عنده فى متجدّد نعمه عليه، بتيسيره لأداء


(١) الزكاء: الصلاح والنماء، وفى الأصل وركاوها» وأراه محرفا.
(٢) الدهماء: جماعة الناس.
(٣) البيضة: حوزة كل شىء.
(٤) السرب: النفس.
(٥) فى الأصل «بد ... » وقد أتممت العبارة كما ترى.
(٦) أى أنعم عليه.
(٧) امترى الشىء: استخرجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>