للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشىّ الأصحم (١) ملك الحبشة، سلم (٢) أنت، فإنى أحمد إليك الله (٣) الذى لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول (٤) الطيّبة الحصينة، فحملت بعيسى، حملته من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده ونفخه. وإنى أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتّبعنى، وتؤمن (٥) بالذى جاءنى، فإنى رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمى جعفرا (٦) ونفرا معه من المسلمين، فإذا جاءك فاقرهم (٧) ودع التّجبّر، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عزّ وجل، وقد بلّغت ونصحت، فاقبلوا نصحى، والسلام على من اتّبع الهدى».

(السيرة الحلبية ٢: ٣٦٩، وتاريخ الطبرى ٣: ٨٩، وصبح الأعشى ٦: ٣٧٩ وأسد الغابة ١: ٦٢، وإعجاز القرآن ص ١١٣، والمواهب اللدنية للقسطلانى «شرح الزرقانى» ٣: ٣٩٣».

[٦ - رد النجاشى على كتابه صلى الله عليه وسلم]

فكتب إليه النجاشى:

«بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله، من النجاشى الأصحم بن أبجر، سلام عليك يا نبىّ الله ورحمة الله وبركاته من الله الذى لا إله إلا هو، الذى هدانى إلى الإسلام، أما بعد: فقد بلغنى كتابك يا رسول الله فما ذكرت من أمر عيسى عليه


(١) هكذا فى رواية الطبرى، وفى السيرة الحلبية وصبح الأعشى والمواهب وكتب اللغة: «أصحمة».
والأصحم انظر. ج ١: ص ٦١ و ٩٩.
(٢) السلم بالكسر والفتح: السلام، وهو مصدر وصف به: أى أنت ذو سلم.
(٣) أى أحمده معك، فأقام إلى مقام مع. وقيل: معناه أحمد إليك نعمة الله بتحديثك إياها.
(٤) البتول: المنقطعة عن الرجال التى لا شهوة لها فيهم، أو المنقطعة عن الدنيا وزينتها إلى الله تعالى، ومن ثم قيل لفاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم البتول، وأصله من بتله كنصر وضرب إذا قطعه.
(٥) وفى رواية: «وتوقن».
(٦) هو جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه، وكان ممن هاجر إلى الحبشة حين اشتد إيذاء كفار قريش للمسلمين بدء الإسلام.
(٧) قرى الضيف كرمى قرى بالكسر والقصر وقراء بالفتح والمد: أحسن إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>