للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكيد للعدو، لأجبتك إلى ما دعوتنى إليه، ورأيتك لذلك أهلا، ولكن قد علمت أنى أطول منك ولاية، وأقدم منك بهذه الأمة تجربة، وأكبر منك سنا، فأنت أحقّ أن تجيبنى إلى هذه المنزلة التى سألتنى، فادخل فى طاعتى ولك الأمر من بعدى، ولك ما فى بيت مال العراق من مال، بالغا ما يبلغ تحمله إلى حيث أحببت، ولك خراج أىّ كور العراق شئت، معونة لك على نفقتك، يجبيها أمينك، ويحملها إليك فى كل سنة، ولك ألا يستولى عليك بالإساءة، ولا تقضى دونك الأمور، ولا تعصى فى أمر أردت به طاعة الله، أعاننا الله وإياك على طاعته، إنه سميع مجيب الدعاء، والسلام». (شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٣)

[٨ - كتاب معاوية إلى الحسن]

وكتب معاوية إلى الحسن رضى الله عنه:

«أما بعد: فإن الله يفعل فى عباده ما يشاء لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب، فاحذر أن تكون منيّتك على أيدى رعاع من الناس، وأيس من أن تجد فينا غميزة، وإن أنت أعرضت عما أنت فيه وبايعتنى، وفيت لك بما وعدت، وأجريت لك ما شرطت، وأكون فى ذلك كما قال أعشى بنى قيس ابن ثعلبة:

وإن أحد أسدى إليك أمانة ... فأوف بها، تدعى إذا متّ وافيا

ولا تحسد المولى إذا كان ذا غنى ... ولا تجفه إن كان فى المال فانيا (١)

ثم الخلافة لك من بعدى، فأنت أولى الناس بها، والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٣)


(١) المولى: الصاحب والقريب كابن العم ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>