للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم، فليس شىء يردهم حتى يسقطوا إلى أهليهم، ويشمّوا أولادهم، ثم واقفهم عندها، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله».

فلما قرأ كتابه، قال: فعل الله به وفعل، لا والله، مالى نظر، ولكن لابن عمّه (١) نصح. (تاريخ الطبرى ٨: ١٠)

وروى ابن نباتة هذا الكتاب فى سرح العيون بصورة أطول، قال:

وحكى أن عبد الرحمن بن الأشعث لما خرج على الحجاج بالجيش الذى كان بعثه معه إلى قتال رتبيل، كاتب المهلّب، وهو بخراسان يدعوه إلى خلع الحجاج، فقال المهلب: لا غدر بعد سبعين سنة، ثم كتب إلى الحجاج:

«أما بعد: فإن أهل العراق مع ابن الأشعث قد أقبلوا إليك، وهم مثل السيل المنحطّ من أعلى إلى أسفل، ليس يرده شىء حتى ينتهى إلى قراره، ولأهل العراق شدّة فى أول حربهم، وبهم صبابة إلى نسائهم وأبنائهم، فلا شىء يردهم دون أهليهم، فلا تستقبلهم وخلّ لهم السبيل حتى يأتوا البصرة، فيضاجعوا نساءهم، ويتشهّوا أبناءهم، فترقّ قلوبهم، ويخلدوا إلى المقام فى منازلهم، ويتفرقوا عن ابن الأشعث، فأوقع بمن حاربك منهم، فإن الله ناصرك عليهم».

فلما قرأ الحجاج كتابه قال: ويلى على ابن المزونىّ، والله مالى نظر، وإنما نظر إلى ابن عمه، ولم يقبل منه ذلك. (سرح العيون ١٣٧)

[٢٣٥ - كتاب الحجاج إلى عبد الملك]

وتجهز الحجاج للقاء ابن الأشعث، وتتابعت إليه جنود الشأم، فسار بهم حتى نزل «تستر» (٢)، وحمل ابن الأشعث عليهم فهزمهم، فارتحل الحجاج إلى البصرة


(١) وذلك أن المهلب أزدى، وعبد الرحمن كندى، والأزد وكندة قبيلتان من كهلان بن سبأ من القحطانيين.
(٢) مدينة بالأهواز.

<<  <  ج: ص:  >  >>