له سهام بلا ريش ولا عقب ... وقوسه أبدا عطل من الوتر (١)
وكيف آمن من نحرى له غرض ... وسهمه صائب يخفى عن البصر؟
(الأغانى ١٧: ٧)
[١٥٦ - كتابه إلى بعض إخوانه]
وكتب سعيد بن حميد إلى بعض إخوانه يهنئه بعزل عن عمله:
«جعلنى الله من السوء والمكروه فداءك، وأطال فى الخير والسرور بقاءك، وأتمّ نعمه عليك، وأحسن منها مزيدك، وبلّغك أقصى أمنيّتك، وقدّمنى أمامك، وقد بلغنى ما اختار الله لك، فسررت من حيث يغتمّ لك من لا يعرف قدر النعمة عليك، ولا يراك بعين استحقاقك، ولئن ساءنى ما ساء إخوانك من عزلك، لقد سرّنى ما يسّر الله لك، والحمد لله الذى جعل انصرافك محمودا، وقضى لك فى عاقبتك الحسنى، وأقول:
ليهنك أن أصبحت مجتمع الحمد ... وراعى المعالى، والمحامى عن المجد
وأنك صنت الأمر فيما وليته ... ففرّقت ما بين الغواية والرّشد
فلا يحسب الباغون عزلك مغنما ... فإنّ إلى الإصدار عاقبة الورد
وما كنت إلا السّيف جرّد للوغى ... فأحمد فيها ثم ردّ إلى الغمد
وقد قال الأول:
فمن يكن بورود العزل مكتئبا ... فإنّنى بورود العزل مسرور
بعد الولاية عزل يستبين به ... طول الولاة، وبعد العزل تأمير
أمّا ما عندى مع تصوّر العاقبة لك فى نفسى، فيمسّنى فى أمرك فى حال المحنة ما يخصّنى منه فى وقت تجدّد النعمة، وبحسب ضميرك الشاهد على ما عندى ما أجده